وكر الملذات - محمود قاسم - بوابة الشروق
الإثنين 20 مايو 2024 9:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وكر الملذات

نشر فى : الجمعة 10 مايو 2024 - 7:55 م | آخر تحديث : الجمعة 10 مايو 2024 - 7:55 م

تؤسرنى العلاقة الفنية التى ربطت بين حسن الإمام والعديد من الممثلات اللائى عملن معه وفى المقدمة فاتن حمامة، شادية، هند رستم، وأيضا زوزو نبيل، حيث أعاد اكتشاف أغلبهن، كما عملن معه فى أكثر من فيلم، وقد سبق أن تحدثنا عما فعله مع هند رستم التى ظلت تعمل الأدوار الثانوية قرابة ثمانى سنوات حتى منحها البطولة فى ثلاثة أفلام خلال عام واحد، وإذا كانت هند قد قفزت إلى النجومية الكبرى من خلال حسن إمام وغيره، فإن مخرجا واحدا لم يكتشف ما كانت تستحقه زوزو نبيل، التى كانت نجمة حقيقة فى الدراما الإذاعية بعيدا عن حسن إمام، وكانت هى البطلة الحقيقة المؤكدة فى أفلام كثيرة شاركت فيها النجمات الأخريات المذكورات آنفا، وعن البطولة فإن زوزو نبيل قد أتيح لها فرص عديدة قبل حسن الإمام مثل دور الزوجة والحبيبة فى فيلم الخمسة جنيه عام 1964، وفى أفلام حسن إمام تواجدت زوزو بموهبتها وشخصيتها القوية، سواء فى أدوار الشر أو الأدوار الإنسانية، ما جعل الممثلة صاحبة لأكبر عدد من الأفلام التى عملت بها مع المخرج نفسه، لكن قانون السينما، الأمريكى والمصرى يجعل النجمة الشابة الجميلة أو المثيرة هى الاسم الأبرز فى العناوين، وأمام تلك الظاهرة فإن تواجد زوزو نبيل فى بعض الأفلام جعلها أكثر لمعانا من نجمات مثل فاتن حمامة فى زمن العجائب، وسميرة أحمد فى سجن العذارى، وهذا الفيلم الأخير من إخراج إبراهيم عمارة، حيث عملت زوزو مع الإمام فى أفلام منها امرأة على الهامش، حب حتى العبادة، حياتى هى الثمن، لواحظ، اعترافات زوجة، أنا بنت ناس، حكم القوى، الخرساء، بين القصرين، وكر الملذات، حيث استعان المخرج بما تتمتع به الممثلة من سمات قوية منها قوة النطق، وفهم العبارة، والتكوين الجسدى، فمنحها دور المرأة القوية، الشريرة غالبا، المكروه دوما، ورغم ذلك منحها فى مرات قليلة دور الأم الحنون التى حصلت على تكريم السماء من خلال ابن منحرف.

فى فيلم وكر الملذات كانت زوزو تمر بما يسمى قمة العطاء والموهبة، ولأن المخرج لم يجد حوله من يجسد مثل تلك المرأة، صاحبة الملهى الليلى «بيت الهوى» الذى تديره فإنه جدد استعانته بممثلة لتكون فى أحسن حالاتها، منح الدور لممثلة فرصتها أن تكون امرأتين متناقضتين، صاحبة الملهى شديدة القسوة التى تلتقط البنات البريئات، وتقوم بدفعهن بمنتهى الغلظة إلى عالم الليل، خاصة أن دلال «صباح»، صاحبة صوت جميل يمكنها أن تجذب الشهوانين إلى ما تغنيه وإلى تفاصيل جسدها الممشوق الأبيض، البراق، وعلى الناحية الأخرى فإن المرأة هى أم بالغة الوقار والحنان تجاه ابنها الوحيد الذى أنهى دراسته الجامعية وأصبح مقبلا على الحياة وأوقعته الظروف فى حب دلال دون أن يعرف أى شىء عن الجانب الآخر منها، وأيضا من أمه، ومن هنا تأتى عقدة الفيلم رجال أمام نساء، فى مواجهات أخلاقية وحتمية أبدية، يسيطر الحب على كل هؤلاء الأشخاص بمعناه الجميل، كما تسيطر المصالح على الأم التى تريد الاحتفاظ على كل شىء معها: أن يكون ابنها نقيا تجعله يقترن بواحدة من البنات البريئات، وأن تبقى دلال فى مكانتها، لكنها أبدا لا يمكن أن تتزوج من ابنها، أما الابن حسين فإنه الساذج الذى لا يفهم شىء من ماضى أمه أو حاضر حبيبته، يجب أن نعترف أن الإمام كان يجيد وضع ممثلين فى أدوارهم المتنوعة من فيلم إلى آخر ومثلما هو معجب بزوزو نبيل فهو مشدوه بحسين رياض الذى يعمل معه فى مجموعة كبيرة من الأفلام، وهو هنا رجل تجاوز الخمسين، له ملامح مختلفة عن الممثل الذى ألفناه، وهو التابع لصاحبة الملهى الذى يقع فى غرام دلال ويتزوجها بشكل سورى حتى يمنعها من دخول حياة حسين، هنا لن نحكى القصة فهى موجودة أمام المشاهد لكننا نؤكد على تحية ذلك الطاقم الذى عمل فى الفيلم ومنهم كاتب السيناريو محمد مصطفى سامى.

التعليقات