أبطال لا يصلون للمونديال

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 1 أبريل 2011 - 10:07 ص بتوقيت القاهرة

 غدا تخوض أربعة فرق مصرية مباريات العودة فى بطولتى أفريقيا، وأداء هذه الفرق فى تلك المباريات طوال السنوات الماضية كان مؤشرا لأداء المنتخب الوطنى، وفسر البعض تراجع مستوى المنتخب فى تصفيات القارة الحالية، بتراجع الأهلى.. لكن حتى اليوم لم أسمع أو أقرأ عن دراسة أعدها اتحاد الكرة أو لجنته الفنية إن وجدت عن أسباب فوز المنتخب بكأس الأمم ثلاث مرات متتالية فيما يشبه المعجزة.. فى زمن لم تعد فيه معجزات؟ لا أفهم لماذا لا نتوقف أمام الظواهر، وأمام الانتصارات، كما نتوقف أمام الانكسارات.. علينا أيضا أن نسأل بوضوح هل أصبح منتخب مصر قويا جدا فجأة فى السنوات الخمس الأخيرة، بينما ضعفت المنتخبات الأفريقية المنافسة فجأة هى الأخرى بكل ما تضمه من محترفين ومواهب؟ هل أصبحت بطولة أمم أفريقيا أضعف مما كانت فى السابق؟ وهل كانت البطولات السابقة حقا أقوى من البطولات الحالية أم أن تفسير قوتها كان فى الواقع تبريرا لضعفنا؟

<< أتساءل منذ فترة، وقد حاولت فى مقالات سابقة، بعد البطولات الثلاث مباشرة الاجتهاد فى الإجابة، وشرحت وفسرت. إلا أن ما يؤسفنى أن يتجاهل الجهاز الفنى إعداد دراسة فنية دقيقة، وأن يغض اتحاد الكرة نظره عن التحليل والفهم.. وهو ما ترتب عليه ترديد تفسير لا يقنع، وبات من موروثات الكرة المصرية، ويساوى تماما مقولة أن العقل السليم فى الجسم السليم، التى نتداولها وهى غير صحيحة منذ مائة عام، فكل عباقرة البشرية، والمخترعين، من أصحاب أجساد ضئيلة وعليلة، ولا يوجد منهم مصارع أو رجل إسبرطى.

أعود إلى التفسير المتداول من جانب الجهاز الفنى بشأن المنتخب وانتصاراته فى الأمم الأفريقية، وهو أن الفريق يتألق فى البطولات المجمعة، ويفشل فى مباريات الذهاب والعودة وهو نظام تصفيات كأس العالم، وأن ذلك وراء عدم تأهل الفريق لنهائيات المونديال منذ عام 1990، وهذا التفسير غير مقنع.. ترى أين كانت الكرة المصرية فى أفريقيا وأين أصبحت وإلى أين تسير؟!

السؤال موجه إلى رئيس اتحاد كرة القدم فى اليابان.. «زاهريتا.. ياما»، لعله يرد بإجابة أو يوصى شخصا فى الاتحاد بتحليل أسباب تفوق المنتخب فى الأمم الأفريقية، وفشله فى الوصول إلى المونديال، بعيدا عن التفسيرات الجاهزة المعلبة.

فجر محمد عبد المنصف حارس مرمى المنتخب والجونة قصة مباراة مصر والجزائر، فى حوار مع أحمد شوبير على الهواء مباشرة، وقال إن هناك بلاغات سابقة بشأن افتعال مسئولين لتلك الأزمة، وإن البلاغات يجب أن تجدد للتحقيق فيها.. وهو ما نتمناه، لأن القصة لو كانت حقيقية، فإن الحساب لابد أن يكون عسيرا وحاسما وباترا لمن تلاعب بالعلاقة التاريخية بين شعبين شقيقين.. وما يتردد لو كان وقع فعلا يعد أكبر من مجرد جريمة رياضية.. إنها جريمة سياسية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved