الملعب والميدان والصندوق

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 1 يونيو 2012 - 8:35 ص بتوقيت القاهرة

●●بدون جمهور فى الملعب، وربما بدون اهتمام من الجمهور خارج الملعب، يخوض المنتخب مباراته الأولى أمام موزمبيق فى طريق تصفيات كأس العالم. والمباراة الأولى أحيانا تكون الأخيرة. فضربة البداية دائما صعبة، وهى أصعب هذه المرة، لانشغال الناس بالسياسة، وبالانتخابات، وقد كنا سابقا حين نلتقى الجمهور فى الطريق نسأل: من يفوز؟ ماذا تتوقع؟ هل نصعد؟ واليوم نسأل: من تنتخب؟ ماذا تتوقع؟ ربنا يستر..

 

●● ربنا هو الستار، ندعوه دائما فى ساحات الرياضة، وفى ملاعب السياسة، وقد كانت الرياضة طوال 30 عاما تسبق السياسة، فأصبحت السياسة تجرى أمام الرياضة. وقد اشتهر جمهورنا، بأنه الجمهور الذى يمسك بالمسابح فى يده، وتختلط أصوات هتافاته بدعواته: «بص شوف مصر بتعمل إيه.. يارب النصر لمصر».. ونحن أكثر شعب غنى لبلاده فى انتصاراتها وفى انكساراتها، من موال النهار، إلى عبرنا الهزيمة..». أين الغناء والاهتمام اليوم باستاد برج العرب أو استاد الجيش المصرى كما تقول اللافتة التى تزين طريق الساحل الشمالى؟

 

●● يخوض المنتخب اللقاء بتشكيل مكون معظمه من النجوم الكبار والجيل الذى حقق إنجاز الفوز بكأس الأمم ثلاث مرات، وهو جيل الخبرة والأعصاب الواثقة، ويدعمه مجموعة من الشباب الجديد أمثال الننى، وصلاح، وحجازى، المهم أن نعبر هذه المباراة الصامتة التى تشبه أفلام السينما القديمة فى بدايات القرن العشرين. ولا أستطيع توقع النتيجة، لأن مستر برادلى جرب ما يقرب من 60 لاعبا، ولم يثبت تشكيل الفريق فى مباراتين متتاليتين على الرغم من خوض قرابة 12 مباراة.. كما أن موزمبيق من الفرق الجديدة على الخريطة الأفريقية، ليس منتخبا من منتخبات الأبطال الشهيرة، مصر، الكاميرون، غانا، ساحل العاج، نيجيريا، السنغال، تونس، المغرب، الجزائر.. لكنه شأن الفرق الصاعدة، التى تجدها واعدة فى مباراة، لكنها تتخلف عن البطولات.. يارب الفوز لمصر، فى الملعب، فى الميدان، فى الصندوق.

 

●●●

 

●● «كميات كبيرة من اللحوم والأسماك تطرح بالأسواق هذا الأسبوع».. كان ذلك عنوانا على أربعة أعمدة بجريدة الجمهورية يوم السبت 21 سبتمبر من عام 1963.. وقبله عنوان آخر يقول: «استينو يتحدث بصراحة عن مشاكل التموين..» وهو كمال رمزى استينو وزير التموين فى ذلك الوقت.. ومنذ ذاك الوقت وهناك مشكلة أزلية فى موضوع التموين وتبدو مستمرة حتى اللحظة، وهى نفس المشاكل، من توفير اللحوم، إلى رغيف الخبز وتموين سيارتك بالبنزين.. هذا أمر عجيب. حيث أعرف دولة دمرتها الحرب العالمية الثانية وأصبحت قوة اقتصادية مثل ألمانيا أو اليابان. ودولة أخرى مثل الولايات المتحدة، عمرها 400 سنة، وأصبحت قوة عسكرية رهيبة.

 

●● كيف تستمر مشاكلنا مهينة، ومسيئة، لمدة تزيد على النصف قرن، وتتعلق بالطعام، والسكن، والصحة، والتعليم، والعشوائيات والإنتاج والضمير..؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved