فرصة مرسى للخروج من المأزق

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 1 يونيو 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

فى الأسبوع الماضى التقيت بثلاث شخصيات مطلعة على ما يجرى فى قمة المشهد السياسى.

 

الثلاثة أحدهم كان مسئولا حكوميا بارزا والثانى خبير طاقة، والثالث قريب جدا من المؤسسة العسكرية.

 

ما يجمع الثلاثة أنهم ليسوا من المعارضة، ولا يتعاطفون مع جبهة الإنقاذ وليسوا فى حالة عداوة مع جماعة أو الرئيس محمد مرسى.

 

أقول هذا التفصيل المسهب لخلفية الشخصيات الثلاث ــ التى التقيتها على انفراد ــ لأن الاتفاق الوحيد فى كلامهم هو أنهم بدوا متشائمين للغاية من المستقبل، والسبب الرئيسى هو الضغوط التى يتعرض لها الرئيس من جماعته.

 

ولأننى برىء إضافة إلى أننى صعيدى فقد كدت أصدق أنه لا علاقة بالمرة الآن بين مكتب الإرشاد وبين الرئيس.

 

طبعا لست ساذجا لدرجة أن أتصور أنه لا توجد علاقة بالمرة، لكننى كنت أعتقد أن هناك هامش مناورة لدى مؤسسة الرئاسة. الصدمة أن الشخصيات الثلاث أجمعوا دون اتفاق سابق على أن قبضة مكتب الإرشاد على القرارات الكبرى لمؤسسة الرئاسة تبدو جلية.

 

شخصان من الثلاثة يعتقد أن الرئيس مرسى يريد فعلا أن يكون رئيسا لكل المصريين لكن الجماعة تفرمله كثيرا.

 

وجهة نظر هذين الشخصين أن مرسى اقتنع إلى حد كبير بأن مشاكل مصر أكبر بكثير من طاقة الجماعة والتيار الإسلامى، وأنه لا مفر من التوافق الوطنى، لكن التيار المحافظ داخل الجماعة مايزال يعتقد أنه قادر على تسيير شئون البلاد من المقطم فقط.

 

وطبقا للمسئول الحكومى السابق فإن الأرقام التى يسمعها الرئيس وكبار مساعديه كل يوم عن حقيقة الأزمة الاقتصادية الطاحنة مفزعة وخطيرة، وحلها الوحيد التوافق الوطنى والاستقرار الأمنى، وليس الاستقطاب والصدام مع بقية مؤسسات الدولة.

 

وجهة النظر هذه تقول إن مرسى كان جادا فى التهدئة مع القضاة، لكن الجماعة طعنته من الخلف حينما أصرت على دفع حزب الوسط لتقديم مشروع القانون، الأمر الذى أظهره أمام القضاة والمعارضة بأن مكتب الإرشاد هو الذى يحكم مصر.

 

خبير الطاقة قال بوضوح إن مصر تحتاج كل صباح إلى عشرين مليون دولار لشراء المازوت والغاز لتشغيل محطات الكهرباء، والعملة الصعبة تنفد والسفن التى تحمل الوقود فى الموانئ تريد الدفع فورا وبالدولار، والاتفاق مع الصندوق يتأرجح أو يتراجع والعجز فى الموازنة يتفاقم ولا يوجد أفق أو رؤية لحل الأزمة فى المستقبل.

 

أما المسئول الحكومى فقد لفت النظر إلى مسألة مهمة وهى أنه طوال الشهور الماضية لم يزر مصر رئيس دولة كبرى أو حتى إقليمية أو عربية باستثناء أمير قطر، يضيف أن ذلك يعكس للأسف أننا ننعزل وتأثيرنا يقل وليس العكس.

 

المسئول القريب من المؤسسة العسكرية لديه نظرية متكاملة خلاصتها أنه رغم كل قتامة المشهد، فإن الفرصة ماتزال سانحة أمام مرسى وتتلخص ببساطة فى حل سحرى: ليس مطلوبا من الرئيس أن يتصادم مع الجماعة، لكن عليه التحرر قليلا من سطوة مكتب الإرشاد وكسب ثقة تيار الوسط فى المجتمع المصرى، وفى هذه اللحظة سوف يجد الجيش والشرطة وبقية المجتمع معه قلبا وقالبا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved