القوة العربية المشتركة.. هل من جديد؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 1 أغسطس 2015 - 7:40 ص بتوقيت القاهرة

ظهر الأربعاء الماضى قابلت مسئولا مصريا مرموقا فى مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس بعد انتهاء الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة، وسألته سؤالا مباشرا: هل توجد مشاكل جديدة تتعلق بتشكيل القوة العربية المشتركة؟

قبل معرفة الإجابة أشير إلى أن مناسبة السؤال هى تواتر بعض التقارير عن وجود مشاكل وعراقيل تتعلق بتشكيل القوة العربية المشتركة، بل ذهبت بعض هذه التقارير إلى القول بأن التأجيل الأخير للاجتماع الذى كان مقررا عقده أخيرا فى القاهرة سببه بروز مشاكل متعددة حول هذه القوة.

وذهبت بعض هذه التقارير إلى القول بأن هناك خلافات مصرية مع بعض بلدان الخليج، خصوصا السعودية بشأن هذه القوة، وأن بعض بلدان المغرب العربى لاتزال غير متحمسة للقوة أو غير مكترثة بالفكرة أساسا.

تقارير أخرى تحدثت عن خلاف بشأن جوهر الفكرة وطريقة تنفيذها أو تطبيقها على الأرض. وهل تكون قوة خاصة محددة تحت رئاسة واضحة تأتمر بأوامرها فقط، ولها مقر، وميزانية محددة، أم قوات يتم تجميعها من كل بلد على حدة فور اندلاع الأزمات، ثم تعود إلى بلدانها لاحقا، إضافة إلى كيفية اتخاذ قرار التدخل.

المسئول المصرى الكبير رد على سؤالى وقال إن غالبية هذه التقارير غير صحيحة، وفى أفضل الأحوال غير دقيقة، وأن الأمور تسير فى طريقها الطبيعى.

يضيف المسئول أن أبرز تطور حدث فى هذا الأمر هو أن غالبية الدول العربية قد أدركت بجلاء أن الحاجة لمثل هذه القوة مسألة فى غاية الأهمية، وليست شيئا ترفيا وأن كل دولة مهما كانت كبيرة وصلت إلى قناعة بأنها غير قادرة بمفردها على حماية أمنها القومى، كما أدرك الجميع أن الأمر ليس مجرد حماس مصرى للقوة، بل هى تلبى حاجة فعلية على أرض الواقع.

المسئول المصرى نفى وجود خلافات بين البلدان العربية بشأن القوة، قائلا إن نقاشات متعددة دارت حول أفضل السبل لإخراج هذه القوة إلى حيز الوجود، وهو يستغرب أن يصر البعض على افتعال أزمات غير موجودة، أو يتخيل أن الاختلاف فى بعض وجهات النظر أحيانا داخل الأسرة الواحدة هو خلافات جوهرية.

المسئول المطلع على تفاصيل ما دار من مناقشات ومجادلات، قال إنه واثق من أن القوة سوف تتحول إلى أمر واقع، وليس عيبا بالمرة أن نتحدث فى كل التفاصيل، بل هو أمر مطلوب الآن، حتى لا نكتشف أى ثغرات مستقبلا.

وفى تقدير هذا المسئول فإن هناك توافقا مصريا خليجيا، خصوصا مع الإمارات والسعودية والبحرين والكويت والأردن بشأن هذه القوة.

مراقب لما يحدث قال لى قبل أيام إن المشكلة قد لا تكون بين البلدان العربية، بل لدى أطراف إقليمية ودولية لا تبدى سعادتها بأن تتبلور هذه القوة على أرض الواقع، والبعض يريدها أن تكون ـ إذا تشكلت ـ مجرد أداة لتحقيق أهدافه.

فى تقدير هذا المراقب أيضا فإن بعض القوى الاقليمية والدولية تستخدم بلدانا عربية للأسف لعرقلة أى خطوة تقود إلى عمل عربى مشترك حقيقى وفاعل، وأن البعض حاول توجيه هذه الفكرة كى تزيد من تعميق الانقسام الطائفى والمذهبى المتنامى فى المنطق، فى حين أن الهدف الجوهرى من التفكير فى إنشاء القوة هو حماية الأمن القومى العربى حال تعرضه للتهديد، وهو ما جاء فى قرارات القمة العربية الأخيرة التى عقدت فى شرم الشيخ نهاية مارس الماضى.

لا يشغلنا كثيرا أن تتأخر القوة العربية لأسابيع أو لشهور لكن شرط أن تولد قوية وراسخة، بدلا من ولادتها المتعجلة وتعرضها للفيروسات المنتشرة فى المنطقة ما يقود إلى قتلها، لا قدر الله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved