دعوة.. لعدم الحضور

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 1 أكتوبر 2010 - 10:59 ص بتوقيت القاهرة

 ● دافع اتحاد الكرة عن عدم اكتمال النصاب القانونى للجمعية العمومية، بأنها لا تمثل تهديدا للمجلس، بالاستناد إلى جدول الأعمال، وبنوده التى لا يوجد فيها أخطار.. لكن الاتحاد أثار الشك فى رغبته باكتمال انعقاد الجمعية حين قام بتوزيع شيكات الدعم إلى أندية قبل موعد الجمعية بيوم أو فى اليوم نفسه، فبدا أن الدعم يساوى دعوة مغلفة بالمال لعدم الحضور وليست دعوة للحضور.

● كما فى حوارات سقراط وفى فلسفته التى قامت على طرح الأسئلة والإجابة عنها: لماذا هذا التوقيت فى توزيع شيكات الدعم؟.. ولماذا لم توزع الأموال والإعانات منذ أسابيع أو أشهر؟.. لماذا لا تشجع القيادات فى الهيئات الرياضية جمعياتها العمومية على الاكتمال والنقاش والحساب.. وتلك الهيئات طوال الوقت تتحدث عن أهمية المشاركة فى العملية.. فى أى عملية؟!.. هل تلك المبالغ التى وزعت على الأندية تعد حقا أم تعد حسنة.. ولماذا بدت لى كأنها حسنة وليست حقا؟.. كيف نمضى طوال عمرنا نتحدث فى أمور مغطاة بالشك والأشواك بينما الحكاية كلها رياضة وتطوع؟

● أمسك برأسى لأننا نطرح الأسئلة نفسها منذ سنوات.. وأهز رأسى كما يفعل الأشقاء الهنود لأنه لا توجد إجابات واضحة وقاطعة، بما يؤكد صحة الشك ووجع الأشواك؟!

● كانت مصر فى مطلع القرن العشرين هى باريس الشرق تنهل من تجارب الغرب وتحمل لواء العلم والحضارة والثقافة وفى محاضر مجلس إدارة الأهلى المكتوبة والمحفوظة بالنادى منذ عام 1907 نقرأ هذا النص: «عقدت اللجنة الإدارية العليا اجتماعا فى السادسة مساء فى منزل الإنجليزى ميتشل أنس بالجيزة وعرض عمر لطفى بك (صاحب فكرة تأسيس الأهلى) عقد الشركة وهى شركة مدنية باسم النادى الأهلى للألعاب الرياضية (تغير اسم النادى عام 1908 إلى الأهلى للرياضة البدنية) برأس مال قدره خمسة آلاف جنيه تقسم إلى ألف حصة كل منها بخمسة جنيهات وهى حصص اسمية فليس لصاحبها أن يتنازل عنها إلا لأحد الشركاء أو لأحد أعضاء النادى ومدة الشركة عشر سنوات وتمتلك الشركة المبانى وكافة الأموال المنقولة وتعين شركة راسل كوررويت الأجنبية لحسابات النادى»!

● الآن بعد مرور ثلاثة أعوام بعد المائة.. علينا أن نفكر كيف تتحول أندية أو فرق كرة القدم إلى شركات مساهمة وهى معضلة حقيقية، لأن أوضاع أنديتنا فريدة جدا، فهى خليط بين العام وبين الخاص، وبين هيئات حكومية وبين هيئات أهلية، وبعض أراضيها تملكها الدولة وبعض الأراضى الأخرى تملكها الأندية.. وهذا نموذج «للكنافة التى تتداخل خيوطها» لكن علينا أن نفكر كيف تتحول الأندية أو فرق كرة القدم إلى شركات مساهمة من أجل اللحاق بقطار دورى المحترفين، وإلا «سنركب القشاش».. الذى سيصل إلى محطة القرن الحادى والعشرين بسلامة الله بعد 50 عاما؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved