عبقرية مدرب ممل؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 2 فبراير 2015 - 8:45 ص بتوقيت القاهرة

•• فى 21 مايو 2007 فاز الزمالك على الأهلى 2/ صفر.. كان ذلك هو آخر فوز يحققه الزمالك على غريمه الذى واجهه 217 مرة منذ عام 1917.. متى يعود الزمالك ويهزم الأهلى ؟

•• كان ذلك محل نقاش بين جماهير الفريقين بعد التعادل الأخير 1/1 فى القمة رقم 109، وبهدفين لم يكونا متوقعين أو متعمدين من أصحابهما، حفنى، وسليمان، فكلاهما ركل الكرة بهدف آخر فاهتزت شباك الفريق الآخر..

•• فى تلك المباراة كانت المفاجأة أن الزمالك بدأ بأسلوب الأهلى المعتاد. ضغط وهاجم بشراسة، وأطلق الشعلة أيمن حفنى حين أمسك بالكرة واقتحم دفاع الأهلى وكاد يسجل أسرع هدف فى تاريخ الدورى بعد سبع ثوان.. وعلى مدى ساعة تقريبا من عمر اللقاء تبادل الفريقان الهجمات، وظلت المساحات متسعة، تدعو اللاعبين لممارسة أصل كرة القدم وهو الهجوم وتسجيل الأهداف.. فتلك فلسفة اللعبة، وهكذا بدأ الفريقان المواجهة بينهما قبل قرابة المائة عام بتكوين كان سائدا فى ذاك الوقت البعيد وهو طريقة 2/3/5.. ولايوجد خطأ مطبعى هنا، فى الدفاع لاعبان، وفى الوسط ثلاثة لاعبين، وفى الهجوم خمسة لاعبين.. وكان ضمن الطرق السائدة أيضا 2/2/6.. يعنى لاعبين فى الدفاع ولاعبين فى الوسط وستة لاعبين فى الهجوم.. فكانت كرة القدم تلعب من أجل الفوز وليس من أجل عدم الهزيمة، كما أصبح هو الحال الآن..؟

•• نصف الساعة الأخير من مباراة القمة رقم 109 تحول إلى حلبة صراع وليس ساحة صراع. فكثرت الفاولات وكثر السقوط، وكثر التوقف، وكثر العك.. وعلى الرغم من نشاط مبرر للأهلى، فقد كان دفاع الزمالك مبررا أيضا فهو يلعب على بطولة، ولايلعب للفوز على الأهلى. إلا أن جمهوره أراده لاعبا من أجل الفوز الذى لم يتحقق منذ 10 مباريات فى شتى المواجهات.. فهل كان ذلك قرارا صائبا من محمد صلاح ؟

<< الإجابة: نعم.. لأنه فى تلك المباراة لو كان الزمالك خسر أمام الأهلى لخسر مبكرا جدا بطولة الدورى التى يسعى إليها.. وقد اختار صلاح وجهازه لعبة الملل فى نهاية المباراة.. وأحد أفضل المدربين فى العالم يمارس تلك اللعبة ببراعة، وهو مورينيو، مدرب تشيلسى.. فهو يلعب على النتائج، ويتباهى بفوزه ببطولات مع الفرق المختلفة التى دربها، وفى مباراته الأخيرة أمام مانشستر سيتى لعب مدافعا حتى آخر حبة عرق يفرزها جميع اللاعبين.. فكان أداء الفريق مملا، وبخطة مملة، وبمدرب ممل، وسط حفلة كبيرة للملل.. حتى أصبح مورينيو عبقريا مملا، وللأسف أن يحظى البرتغالى الاستثنائى أو كما قال هو عن نفسه: الرجل الأول وليس فقط الاستثنائى، بكل هذا التقدير العالمى..؟

•• ماهو الفارق إذن بين عبقرية مورينيو، وبين عبقرية المدرب المصرى الذى ابتدع خطة: «شدوا حيلكم يارجالة» ؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved