كانت.. ملحمة!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 2 أكتوبر 2009 - 11:32 ص بتوقيت القاهرة

 
مبروك للجمهور الرائع والوفى المحب لبلده، مبروك لجمهورنا الذى تنشق عنه الأرض ويجتمع دون دعوة وبلا نداء من أجل مساندة بلاده..

مبروك لمصر التأهل إلى الدور التالى فى كأس العالم بالنضال، والكفاح، و«الشخبطة» والفردية، فى مباراة توقعت لها قبل أن تبدأ بساعات أن تكون هادئة، باعتبار أن التعادل يمكن أن يصعد بالفريق الوطنى ويكمل الطريق.

لكن المباراة كانت ملحمة، بإخراج مصرى، حيث ظل المنتخب على حماسه وسرعته، يلعب ويركل ويدفع ويجرى ويلهث طوال الشوطين بلا توقف وبلا تغيير للإيقاع، حتى كاد يهرب منا الإيقاع فى لحظات..

والحماس فى أحيان يكون السلاح كما فى أروع الموسيقات الكلاسيكية، وفى أحيان يكون عزفا عشوائيا فى فرقة نحاسية.. وكان من الطبيعى أن يحرك 70 ألفا لاعبى المنتخب ويجعلهم يقاتلون لعبا، وينزفون عرقا بلا حدود..

وقد طغى الحماس على اللعب الجماعى.. ولست بذلك أضرب كرسيا فى الحفلة.. لكنه تحذير مبكر للفريق ولإدارته ولجماهيرنا أيضا خاصة وسط مبالغات لا تنتهى وتتفاوت فى المباراة الواحدة بين الألقاب الفرعونية وبين كلمات العزاء حسب النتيجة وحسب الأهداف من جانب المعلقين الذين يجب أن يكونوا على الحياد وهم أمام الميكروفون..

بإطلاقهم تلك الألقاب والصفات والأوصاف على المنتخبين المصرى والإماراتى لدرجة القول إنهما أفضل من جميع المنتخبات بما فيها الإسبانى والبرازيلى والغانى.. ولو انتهت البطولة بفوز أحد المنتخبين مصر أو الإمارات فإن ذلك لا يعنى تقزيم الفرق الأخرى المنافسة!

لعب شبابنا بقوة وجدية وكانوا رجالا فى عطائهم، إلا أن الطريق أمامنا فى غاية الصعوبة.. ويستحق أن نطور من مستوى الأداء، خاصة ما يتعلق بالفردية أمام صندوق المنافسين.. فيما يبدو أنه استعراض مهارات لمن يشاهد ولمن يرغب!
وأنهى تلك التهنئة بالتعبير عن أسفى وحزنى وغضبى من بوجى، لاعبنا الذى سجل هدفى الإنقاذ..

فقد سجل هدفه الأول وفتح خزينة الشتائم بأقذع وأسوأ الألفاظ أتأسف على الرغم من الأغانى والهتافات التى وجهت إليه عقب المباراة.. وهو إما فعل ذلك انتقاما من جهازه الفنى لأنه كان احتياطيا، وتلك ليست أخلاق الرياضيين، وإما أنه كان يسب الفريق المنافس، لأنه أحرجنا فى بعض الفترات..

وتلك أيضا ليست أخلاقا رياضية.. أقول ذلك وسأكرره حتى لو فزنا بالكأس.. يا خسارة الرياضة التى فسدت وأصبحت الأخلاق آخر ما فيها.. آسف لم أستطع الانتظار على الرغم من الحفلة!


هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved