عن الحرب الطائفية الوشيكة فى صعدة

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: السبت 2 نوفمبر 2013 - 7:00 ص بتوقيت القاهرة

الوطن ــ اليمن

إن التحشيد الهائل للحرب الطائفية الآن فى صعدة، يعنى التحشيد لأغبى وأسخف معركة يمكن أن يشهدها اليمن، إذ أنها لن تعود بأى جدوى على أى من أطرافها على الإطلاق، ولكن ذلك ليس الكارثة؛ الكارثة أن ثمن معركة غبية كهذه هو نهر من دماء اليمنيين وأرواحهم، ومستنقع أسود سيبتلع آخر أحلام اليمن فى السلم الأهلى والاستقرار وبناء الدولة.

ولا يندهش المرء لحجم الاستنفار السلفى، على صعيد الفتاوى وعلى مستوى الإعلام، بقدر ما يندهش لكل هذا التورط من قبل التجمع اليمنى للإصلاح فى التأجيج وقرع الطبول عبر مختلف وسائله الإعلامية.

وتكتمل الدهشة حين يجرى كل هذا الأمر فى ظل عدم اكتراث مطلق ليس من قبل رئاسة الجمهورية والرئيس هادى فحسب، بل ومن قبل القيادات السياسية الأخرى المؤثرة فى البلاد أو القادرة على التأثير فيما يحدث، على رأس تلك القيادات قيادات المؤتمر الشعبى العام والحزب الاشتراكى اليمنى.

لا أحد يدرى على وجه الدقة إن كان لدى هؤلاء أى قدرة على احتساب المخاطر الناتجة عن تخففهم من الشعور بالمسئولية، فالبلاد الآن قدم فى النار وقدم أخرى على وشك اللحاق بها، بينما يتصرفون جميعا كأنهم سواحا أو كأن شيئا لا يحدث من حولهم.

إن تشكيل لجنة رئاسية، والاكتفاء بها فى محاولة احتواء ما يجرى، ثم عدم إظهار أى جدية فى الذهاب نحو تفكيك كل أسباب التوتر، هو الاستخفاف عينه الذى يتحكم بكل شئون البلاد الأخرى. على أن التظاهر بالانهماك فى «الحوار الوطنى» و «بناء الدولة» و... غيرها من العناوين، يصبح شبيها بالرقص داخل منزل يحترق: فعلى أنقاض أى شعب ستبنون «الدولة» التى تريدون بناءها؟ وأى سلطة ستستمتعون بها إذا كانت سلطة على بلد يمزقه عنف طائفى أهوج؟

محمد عايش

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved