معالى السفير المذيع..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 3 مارس 2014 - 5:15 ص بتوقيت القاهرة

•• لا يحدث إلا فى أفريقيا ما حدث فى مباراة الأهلى ويانج افريكانز، من مفاجأة عدم بث المباراة تليفزيونيا على الهواء مباشرة، لعطل فنى، أو لأن القمر الصناعى يصبح قمرا زراعيا معنا، أو لمشكلة تعاقد..

ولأسباب اقتصادية وضيق ذات اليد، لم يسافر مذيع من الشباب والرياضة مصاحبا بعثة فريق الأهلى فى تنزانيا. وبسبب عدم نقل المباراة تليفزيونيا، لجأت المحطة إلى معالى نائب سفير مصر فى العاصمة التنزانية لنقل أحداث المباراة والإشارة إلى سيرها.. ولأن المسألة تحتاج خبرة رياضية، وخبرة إعلامية، كان الحوار بين مذيع الإستوديو فى القاهرة، وبين معالى السفير المذيع مثيرا للدهشة، الابتسام.. «الكورة فين دلوقتى».. «الكورة مع مين».. «فاول.. لأ ده كورنر».. «الأهلى يدافع. يانج أفريكانز بيهاجم».. وكان معالى السفير المذيع معذورا، ولم تكن معالى وزارة الإعلام معذورة.. فتغطية مباراة جماهيرية بمراسل معتمد مهما كانت النفقات أهم كثيرا من حجم ما ينفق على الشاى والقهوة فى أى مكتب من مكاتب ماسبيرو..

•• مبدئيا ضاعت على الشباب والرياضة فرصة ذهبية لجذب ملايين المستمعين فى وقت واحد وإعلاء فكرة المهنية الإعلامية والإذاعية.. ثم إنه ليس من وظائف السفارات ولا السفراء التعليق المباشر على مباريات كرة القدم أو غيرها.. وكنت أيام سفرى مصاحبا لبعثات رياضية أرى أنه ليس من مهام السفير أو السفارة المصرية فى أى بلد القيام بعمليات «تشهيل» واستقبال الفرق.. وكنت أتعجب من زملاء يغضبون لأن سعادة السفير المصرى لم يكن على سلم الطائرة لاستقبال سعادة اللاعبين ومعالى الصحفى الرياضى القادم من القاهرة.. أتعجب فهناك مهام أكبر وأعمق على سفارات مصر والسفراء القيام بها، وأبسطها حماية مصالح البلد وسياستها وأهدافها الوطنية والقومية، وحماية حقوق المصريين الذين يتعرضون لمشاكل.. هذا أهم ألف مرة من خبر يقول: كان فى استقبال البعثة سعادة سفير مصر؟!

•• كان اليوم الرياضى الذى انتظرناه حافلا بالأحداث.. خسر الأهلى واستحق الخسارة لأنه دافع حتى آخر حبة عرق. ومنع جمهور الزمالك من حضور مباراة الفريق مع كابو سكورب. وهو مابدا أنه عقاب لجمهور الزمالك بسبب جمهور الأهلى.. وهذا غير دقيق. فالموضوع يتعلق باحتمالات تخريب وافتعال عنف، وهو ماظهر فى سطور بيان وزارة الداخلية، حيث يعلم الجميع أن استحقاق الانتخابات الرئاسية تجرى وستجرى مقاومته بكل السبل غير المشروعة.. وجماهير كرة القدم لا ترى سوى فريقها، ولا ترى ما حول الفريق.

•• هذا ليس وقت مزايدات ولا هو وقت تجارة بكرة القدم وبتشجيع الأندية، وما نراه هو محاولات للاشتباك أو افتعال اشتباك.. فقبل نشأة حركات الالتراس كلها كانت كرة القدم سليمة وسلمية، وعلى الرغم من تشجيعنا لهم فرحا بأغانيهم وأهازيجهم سابقا، لم يعد ممكنا قبول هذا العنف أو السباب، لم يعد مقبولا هذا التهديد والتلويح بالعنف والاقتحامات وقطع الطريق على الناس.. هذا ليس وقت التخريب تحت ستار التشجيع والانتماء.. فالانتماء قيمة بناءة ولا تهدم.. ثم كيف يكون التشجيع؟ ومن يتحمل نتائج إصابات أو سقوط ضحايا لا قدر الله فى مباراة؟

•• يتحمل النتائج كل من يتاجر بكرة القدم وكل من يزايد بجماهير كرة القدم ويستخدمها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved