لماذا استقال بلاتر الآن.. وهل تُسحب بطولتا كأس العالم من روسيا وقطر؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 3 يونيو 2015 - 12:10 م بتوقيت القاهرة

•• فى مؤتمر صحفى بمقر الاتحاد الدولى لكرة القدم أعلن جوزيف بلاتر باللغة الفرنسية استقالته من رئاسة الفيفا، لكنه سيبقى فى منصبه حتى انتخاب رئيس جديد، والمقترح هو عقد اجتماع طارئ للكونجرس فى موعد خلال الفترة من سبتمبر 2015 إلى مارس 2016، خاصة أنه من الصعب الانتظار إلى موعد الانعقاد العادى للجمعية العمومية للفيفا المقرر فى المكسيك يوم 13 مايو 2016.

•• «هناك أخبار سيئة أخرى».. جملة رددها بلاتر أثناء تصاعد أزمة إلقاء القبض على أعضاء من الفيفا فى سويسرا.. فهل كان يقصد بالأخبار السيئة استقالته؟ ولماذا خاض الانتخابات ثم قدم استقالته؟

•• يوم الأربعاء الماضى هبت العاصفة على قصر الفيفا فى زيوريخ الذى يحكم جمهورية كرة القدم، وكان ذلك فى عملية قامت بها السلطات السويسرية، والمباحث الفيدرالية الأمريكية وبدأت السادسة صباحا فى زيوريخ، وانتهت فى العاشرة مساء من نفس اليوم بالولايات المتحدة حين سلم جاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاكاف (أمريكا الوسطى والشمالية والبحر الكاريبى) إلى السلطات الأمريكية ليخرج فيما بعد من السجن بكفالة قدرها 400 ألف دولار.

•• لماذا استقال بلاتر الآن بعد انتخابه لقيادة الفيفا يوم الجمعة الماضى؟

•• إنه هذا الخطاب الذى أرسله اتحاد كرة القدم فى جنوب أفريقيا إلى سكرتارية الفيفا يوم 4 مارس 2008 يطلب فيه رئيس الاتحاد مبلغ 10 ملايين دولار تخصم من مستحقات على الفيفا لبلاده، وهو ما أعلنه دانى جوردان رئيس اللجنة المنظمة لمونديال 2010.. إلا أن السلطات الأمريكية أعلنت أن هذا المبلغ دفع كرشوة إلى جاك وارنر كى تفوز جنوب أفريقيا بتنظيم المونديال.. وشخصان فقط فى الفيفا لهما حق الصرف من حساباته فى البنوك السويسرية وهما السكرتير العام والمدير المالى.

•• والواقع أنه حين جرى التصويت على بطولة 2006 وامتنع مندوب الأوقيانوس عن الإدلاء بصوته كى تفوز ألمانيا بدلا من جنوب أفريقيا، تأكدنا أن مونديال 2010 سيذهب إلى جنوب أفريقيا تعويضا لبلد نيسلون مانديلا عما جرى فى المونديال الأسبق.

•• برر بلاتر استقالته بالضغوط التى تعرض لها، وعدم قبول الكثيرين لانتخابه، ويبدو ذلك لعبا بالألفاظ، والكلمات، فالضغوط كانت عنيفة قبل الانتخابات وخلالها، ولكنه أراد السقوط واقفا، وهو رئيس للفيفا، ثم يتنازل عن عرشه الذى احتله 17 سنة ليخرج من الفيفا بعد 40 عاما من العمل به.. واستخدم بلاتر تعبير «أنه أفضل الاختيارات من أجل كرة القدم» لتمرير استقالته المفاجئة.. لكنها لم تكن مفاجأة فالتوقعات كانت تشير إلى أنه لن يستمر، لن يستطيع أن يستمر. والمحققون الأمريكيون أعلنوا أن هناك العديد من الأشخاص سيخضعون للتحقيق، وكانت الأدلة والقرائن فى أيديهم، مع اعترافات تشالرز بلارز الأمريكى الذى ألقت السلطات القبض عليه واتهم بتقاضى 750 ألف دولار رشوة، بجانب جاك وارنر الذى سيحاول إنقاذ عنقه بالتحول كشاهد إثبات.

•• لم يكن سهلا أن تمر الأزمة الأخطر فى تاريخ الاتحاد الدولى على مدى 111 عاما.. وكما توقعنا فى «الشروق»، ستكون هناك معركة تستخدم فيها أسلحة السياسة والاقتصاد والرياضة وكرة القدم أيضا. والحديث الآن بدأ عن تنظيم إنجلترا لكأس العالم 2018 بدلا من روسيا، وتنظيم أمريكا لبطولة 2022 بدلا من قطر.. إنها لعبة شد الحبل والرست بين الغرب والشرق.. وهى اللعبة التى أطاحت بمنظمة الفيفا، حتى إن المستقبل سوف يشهد هيئة اقتصادية مكونة من رعاة الاتحاد الدولى لمنح الدول حق تنظيم كأس العالم بدلا من الجمعية العمومية للفيفا التى سوف تشهد تطهيرا هائلا تسقط فيه رقاب أخرى.

•• إن سحب كأس العالم من روسيا وقطر لن يكون قرارا سهلا لأنه يمس مصالح دول وشركات عملاقة، ويحتاج إلى أدلة قوية على ثبوت تلاعب فى التصويت لا يمكن الشك بها، خاصة أن لوائح الفيفا تسمح بسحب البطولة فى حالات الفساد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved