أمراء الانتقام

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 3 يوليه 2011 - 8:53 ص بتوقيت القاهرة

● اللافتات السيئة المسيئة التى تشوه سمعة لاعبين، وتهاجمهم بعنصرية، أصبحت ظاهرة وهى لا تقتصر على جمهور أو محافظة أو فريق لكنها عامة.. وأطرح هنا نداء للمخرجين فى التليفزيون، والبرامج الرياضية والصحف والصفحات المتخصصة، بعدم نقل أو نشر صور لتلك اللافتات لأى سبب.. وللأسف الأسباب تبدو أحيانا غير رياضية، مثل جذب المشاهد، أو تحت دعوى نقل الحقيقة.. ولكنها ليست حقيقة إطلاقا وإنما جريمة سب وقذف علنية، ولابد أن يحاسب من يكتبها ويحملها فى المدرجات بقانون صارم.. ولو جرب الإعلام أن يتجاهل تلك الصور وغيرها مما يشوه جلال الرياضة وجمالها فسوف يكون ذلك أحد وسائل مكافحة هذا المرض الذى اصاب الرياضة والمجتمع كله.

● بقدر ما أشعر بالأسف لتفشى تلك الظاهرة، أرى أنه لم يعد هناك حوار ولا تفاهم، وأن الشماعات تتنوع وتتسع، وعندما يعجز الطرف الآخر عن مجاراتك بالمنطق وبالرأى والحجة، يهرب هذا الطرف من قلب الموضوع وصلبه، ويدخل بك إلى مجال للنقاش ليس مطروحا.. فعندما انتقدت اعتراض حسام حسن على انعدام الروح الرياضية للاعبى الأهلى، كان واضحا أن ذلك لأن الزمالك نفسه لم يحترم الروح الرياضية ولم يستدعها يوم مباراته مع الأهلى، والذى سجل نتيجة موقف مماثل هدفا فى القمة رقم 105.. كما أن لاعبا من طلائع الجيش سقط لدقائق ولم يخرج الزمالك الكرة من الملعب، فهل الروح الرياضية غائبة عند الأهلى وليس غائبة عند الزمالك؟ هل الروح الرياضية يجب أن تطلع من فريق ولا تخرج من آخر.. هو الحكاية بالمزاج؟

● كنت واضحا ودقيقا ومباشرا نصا وقولا بأنى مع الروح الرياضية ومع إخراج الكرة من الملعب حين يصاب لاعب، وهذا يسرى على أى فريق وكل فريق.. لكن المؤسف ايضا أن بعض الناس لا يسمعون سوى أنفسهم، ولا يقرأون سوى ما يريدون، وحين يصيبهم العجز وقلة الحيلة ينقلون المناقشة إلى جوانب فرعية ليست فى مضمون قضية اليوم والساعة.. والغريب أن هؤلاء الذين لا يواجهون ويتحدثون عن انتمائى، ينسون أنى كنت عنيفا وغاضبا ومتحدثا بنفس الحدة فى مواجهة مانويل جوزيه وفى برنامج تليفزيونى أيضا.. هل نسيتم؟

● لأن هذا هو المناخ، ها نحن نرى من يعتب على مدربين من أبناء الزمالك لأنهم لعبوا أمامه وأجادوا، وهم طارق يحيى وفاروق جعفر وطه بصرى بترتيب المباريات، ووصلت الجرأة والتشويه بالبعض إلى الإيحاء والتلميح بالتفويت.. ثم تقولون إنها رياضة، وأن المنافسة شريفة.. هذا سلوك لا يقبله أحد، والنداء به والتلميح به جريمة رياضية.

لكن الطريف أو ما يضحك وسط هذا اليأس والبكاء أن يوصف أداء طارق يحيى وفاروق جعفر وطه بصرى بأنه «انتقام».. لا أدرى انتقام من من، لكن الوصف ذكرنى بالثلاثى جعفر وشاهين وبدران فى واحد من كلاسيكيات السينما المصرى فيلم أمير الانتقام حسن الهلالى بطولة أنور وجدى ثم فريد شوقى.. والنسخة الجديدة من الفيلم بعنوان أفيش «أمراء الانتقام».. طارق الهلالى وفاروق الهلالى وطه الهلالى؟!

الصبر يارب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved