سبب الفوضى؟!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 3 أغسطس 2009 - 6:41 ص بتوقيت القاهرة

 فى موضوع شريف عبدالفضيل تفاصيل لا يمكن إعادتها لضيق المساحة، وتجنبا للتكرار. وهو عندى من الموضوعات التافهة التى لا تستحق كل تلك الضجة. فالرياضة أبسط وأمتع من تلك المشكلات التى يضخمها أنصار الأندية، لأن مثل تلك الأزمات تعوض لدى البعض خسائره فى ساحات الملاعب. أو تؤكد للبعض الآخر انتصاراته. ففى روما تجرى منافسات بطولة العالم للسباحة، وهناك يتحدى الإنسان الزمن، ويحقق إنجازات، ويدرس المهتمون بالرياضة بمنتهى الجدية حدود القدرة البشرية!

تلك هى الرياضة.. لكننى للأسف أُجبر أحيانا أو كثيرا على مناقشة موضوعات تبدو أنها مصيرية.. فقصص عشرات اللاعبين السابقين الذين تنازعهما الأهلى والزمالك معروفة، ونهايتها أيضا معروفة، فكلهم تقريبا لم ينجح منهم أحد. وأعرف أن شريف عبدالفضيل وقع على عقود للزمالك ولم يحترم توقيعه. وأن الأهلى يعلم بذلك ولم يحترم توقيع اللاعب للزمالك. وهذا حديث عن أخلاقيات يبدو الآن حديثا عن «خزعبلات».. أنا لا أراه كذلك. إلا أن شارع الرياضة المصرية يستدعى الأخلاق أحيانا حين يعجز عن مواجهة قوانين السوق. ثم يستغنى عن قوانين السوق حين يعجز عن استخدام الأخلاق. ولكن المنطق الأخلاقى يجب أن يسود قبل قانون السوق. ترى من يملك الحكم بهذا المنطق؟ من يملك اتخاذ القرارت؟

إنها القيادات. ففى البداية أصبحت المتاجرة بالعروض هى القاعدة، ولا أفهم كيف ترضخ أندية لطلبات لاعبين بالترضية، بينما هم مرتبطون بالنادى بعقد يستمر لعامين أو لأربعة أعوام؟.. وهو ما حدث فى موضوع شريف عبدالفضيل وغيره من قبل.. وهنا تهرول الأندية غالبا لترضية اللاعب أو عرضه للبيع على الرغم من عقده.. وفى المقابل لو كان الزمالك أعلن أنه لا يريد عبدالفضيل لأنه لم يحترم توقيعه الموثق والحقيقى. ولو كان الأهلى أعلن أنه لا يريد عبدالفضيل لأنه لم يحترم تعهده مع الزمالك. لأصبح شريف عبدالفضيل لاعبا الآن فى فريق السنبلاوين، ولحصل كل لاعب يتلاعب بأكبر ناديين على درس العمر.. لكن أين تلك القيادات؟!

يبقى موقف اتحاد الكرة.. فلو ثبت أن اللاعب من حق الزمالك بالأوراق وبالقانون. فلابد أن يكون العقاب قاسيا ورادعا بشرط.. المشكلة أنه لا توجد قيادات فى الوسط الرياضى من زمان، وهذا السبب الأول والمباشر للفوضى والانفلات!

فى قضية العبث المباشر، تذكر التليفزيون، وتذكر اتحاد الكرة، وتذكرت الفضائيات، وتذكرت الأندية عقد السنوات الأربع السابق الموقع بين التليفزيون وبين اتحاد الكرة وتقرر تفعيله بعد 13 شهرا من التفاوض والعناد والفصال والنضال.. والله العظيم هذا فيلم كرتون وعليكم أن تشاهدوا وتصفقوا بانبهار لزواج البطل من البطلة.. بعد أن ذبحها أبوها أمام أعينكم وبكى عليها حبيبها لكنها ظلت حية.. لا ده كده فيلم هندى!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved