ما رأيكم فى نعمة التفكير..؟!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 3 سبتمبر 2014 - 10:58 ص بتوقيت القاهرة

•• بطائرة خاصة قادمة من باريس إلى مطار مانشستر لحق النجم الكولومبى راداميل فالكاو بنافذة الانتقالات الصيفية قبل أن تغلق. فقد انتقل من موناكو الفرنسى إلى مانشستر يونايتد على سبيل الإعارة.. وبذلك أكمل الفريق الإنجليزى صفقاته السبع هذا الموسم، وهو العدد الأكبر منذ عام 2007 ووصلت قيمتها إلى 160 مليون جنيه إسترلينى.

•• فالكاو لم يشارك مع كولومبيا فى كأس العالم بالبرازيل بسبب الإصابة. واللاعب الذى أصابه تلقى تهديدات بالقتل. فقد كان هذا النجم ماكينة أهداف المنتخب. ورصيده فى اللعب مع الأندية 200 هدف بنسبة 0.66% هدف فى كل مباراة وهى نسبة أعلى من النجوم أجويرو، وفان بيرسى، ورونى، وبالوتلى، وكوستا، وستوريدج، وتتراوح نسب تسجيلهم فى المباراة الواحدة بين 0.38% إلى 0.48%..

•• الأندية الأوروبية أنفقت على الانتقالات الصيفية 3 مليارات دولار، وكان نصيب الفرق الإنجليزية وحدها مليارا و38 مليون دولار، بينما أنفقت الموسم الماضى 650 مليون دولار.. وهذا الإنفاق المجنون أثار موجة انتقادات فى أوساط اللعبة فهل تشترى الأندية لاعبين تحتاجهم فعلا أم أنه سباق لا طائل من ورائه؟!

•• لكن من أين تمول الأندية تلك الصفقات؟

•• دفع يونايتد 160 مليونا لكنه باع ثلاثة لاعبين بمبلغ 120 مليون.. وهو حقق دخلا قدره 363 مليون جنيه إسترلينى فى موسم 2012/2013 بفائض ربح 146 مليونا. ويتوقع أن تزيد إيرادات يونايتد فى موسم 2013/2014 إلى 430 مليون جنيه، لتصل فى موسم 2014/2015 إلى 500 مليون جنيه.. وترتفع إيرادات يونايتد من دخل المباريات فى الملعب، ومن عقدى الرعاية لشركتى شيفروليه وأديداس، بمقدار 80 مليونا فى الموسم الواحد وهناك عقود عالمية أخرى قادمة، بالإضافة حقوق البث التليفزيونى.. وبالطبع هناك ديون على النادى تسدد أقساطها وقد انخفضت تلك الديون من 550 مليون جنيه إلى 389 مليونا. وكان هناك إحتياطى نقدى يقدر بمائة مليون لكنها أنفقت خلال الأعوام الأخيرة..

•• إزاء هذا الإنفاق الضخم لابد أن يعود مانشستر يونايتد إلى المنافسة على بطولة الدورى الانجليزى.. لكن الأهم من ذلك ضرورة سرعة العودة إلى دورى أبطال أوروبا الذى يمثل بجوائزه دخلا يقدر بخمسين مليون جنيه وهو ما يعنى زيادة مباشرة فى إجمالى الإيرادات. فكلما كانت هناك انتصارات وبطولات ارتفعت قيمة العقود..

•• هكذا يفكرون فى الغرب.. فالكرة صناعة وتمويل وتفكير، والمدير الفنى يحاسب على نتائجه وعلى صفقاته.. لكن هناك نموذجا آخر لمستوى التفكير الرياضى والمالى فى الشرق.. لعل هذا يفتح شهية من يتولون أمر أنديتنا وشئون الكرة المصرية إلى التفكير.. والفكرة هذه المرة من استاد هزاع بن زايد فى مدينة العين بالإمارات، حيث أعلن عن فتح باب الحجز لكبائن الضيافة بالملعب. وهناك 10 كبائن كل منها يسع ما بين 10 و20 شخصا، و3 أجنحة يتسع كل منها للعشرات من كبار الشخصيات والضيوف، وتقدم فيها خدمة فندقية من مستوى خمسة نجوم أثناء مباريات فريق العين.. والكبائن بها خدمة إنترنت واتصالات وشاشات عرض تليفزيونية، ومناطق استقبال خاصة للسيارات فى الطابق الثانى من الاستاد..

•• القضية ليست فقط إمكانات مادية.. وإنما قدرة على التفكير وملاحقة عصر الصناعة وتحويل مشاهدة مباريات كرة القدم إلى ترويح ونزهة ومتعة.. ما رأيكم فى نعمة التفكير؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved