28 دقيقة.. أو دقيقة..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 3 سبتمبر 2015 - 12:50 م بتوقيت القاهرة

•• أصبح الهولندى فان جال مطالبا باحتواء حارس مرماه الإسبانى دافيد دى خيا، وبناء علاقة جديدة معه، والحصول منه على أفضل قدرات لحراسة المرمى، بعد أن فشلت صفقة انتقال حارس مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد بسبب تأخر أحدهما فى التعامل مع الوقت الصحيح قبل إغلاق باب الانتقالات الصيفية.

•• الاتهامات متبادلة بين أكبر ناديين أوروبيين، وكلاهما يرى أن الآخر وراء فشل الصفقة، ودخلا بالفعل فى تبادل لوقائع تكشف أيهما تأخر فى إنهاء الأوراق المطلوبة لانتقال اللاعب فى صفقة تضمنت حصول يونايتد على الحارس الكوستاريكى كيلور نافاس مقابل رحيل دى خيا بالإضافة إلى حصول مانشستر يونايتد على 20 مليون يورو.. ومعلوم أن بيريز لا يريد نافاس، وأن فان جال لا يريد دى خيا..

•• المفاوضات كانت بدأت منذ فترة لكن التحرك لتنفيذ الصفقة بدأ يوم الاثنين الماضى، وفى تبادل بيروقراطى للأوراق والحصول على توقيعات الوكلاء واللاعبين تعثر عملية الانتقال، وهو ما وصفته الصحف الإسبانية بأنها «سخافة».. وذكرت صحيفة أس الإسبانية أن أوراق انتقال دى خيا وصلت إلى ريال مدريد قبل 28 دقيقة من إغلاق باب الانتقالات الصيفية.. وهو وقت كاف لإتمام الصفقة بينما أكدت صحيفة ماركا المدريدية أن الريال تلقى الأوراق قبل دقيقة واحدة من منتصف الليل وهو ما لم يسمح لريال مدريد بإنهاء الصفقة.. وقالت مصادر النادى الملكى أن مانشستر يونايتد احتاج إلى 8 ساعات للرد على الأوراق وكان ذلك زمنا طويلا للغاية فى وقت حرج ضيق.. فيما قالت مصادر يونايتد إن التقصير من ريال مدريد الذى عجز عن إنهاء وثائق انتقال دى خيا فى الوقت المناسب.

•• الصحف الإنجليزية والإسبانية دخلت المعركة بنشر توقيتات حركة الأوراق والوثائق بين الناديين فى دقة بالغة تضع الرأى العام هنا وهناك أمام الحقيقة، وتاركة للقراء والجماهير حق الإشارة بأصابع الاتهام للنادى الذى تأخر ومارس البيروقراطية والروتين والبطء فى التحرك.. وسوف يستمر دى خيا لمدة عام مع يونايتد على أن يكون حرا فى الانتقال فيما بعد وستكون تلك خسارة مالية كبيرة للفريق الإنجليزى.. خاصة أن اللوائح تمنحه حق التوقيع للانتقال فى يناير المقبل قبل ستة أشهر من نهاية عقده مع يونايتد.

•• تلك كلها تفاصيل قد لا تكون مهمة، لمن لا تعنيهم التفاصيل ولا يعنيهم السعى إلى الحقيقة فى أى خلاف، لكن فكرة فشل صفقة كبيرة بين ناديين أوروبيين عريقين بسبب 28 دقيقة أو دقيقة تدعونا للإعجاب بهذا الاحترام للوائح، والقواعد، فلا لف ولا دوران، ولا لعب فى التوقيتات، ولا اختراق للائحة، ولا توقيعات تثير الشكوك، ولا إعلان لتوقيتات حركة العقود والأوراق بشفافية ونزاهة من أجل إطلاع الرأى العام على الحقيقة.. وفى إطار حق جازم لا يناقش فى الحصول على المعلومات وتقديمها لوسائل الإعلام.

•• فى حركة صفقات الكرة المصرية تقع خلافات حول التوقيعات، والأوراق وتوقيت العقود بمساحة أيام وأسابيع وأشهر وليس مجرد 28 دقيقة أو دقيقة.. وتلك مسألة لا علاقة لها إطلاقا بالإمكانات المادية والغنى والفقر، وإنما هو احترام لدرجة التقديس للوائح والقانون وللقيم الرياضية، وإعلاء حكم الضمير قبل تطبيق فكرة العدل، وكلاهما الضمير والعدل إذا غابا يكون الناتج«كنافة» موسمية لا مثيل لها فى المجرة الشمسية !

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved