نظرة على «الصحراوى الغربى» يا دكتور عرفات

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الإثنين 3 سبتمبر 2018 - 9:15 م بتوقيت القاهرة

أتمنى أن يبادر رئيس الوزراء مصطفى مدبولى أو وزير النقل هشام عرفات، وبقية المسئولين ذوى الصلة إلى استخدام الطريق الصحراوى الغربى، خصوصا فى المسافة من ديرمواس إلى مركز مغاغة بالمنيا، حتى يعرفوا المعاناة التى يكابدها الصعايدة ومن يضطرون إلى استخدام هذا الطريق.

قبل نحو العامين، كتبت عن رحلة العذاب التى يواجهها كل من يسوقه حظه العاثر لاستخدام هذا الطريق، وقلت وقتها إنه «مكسر ومشلفط ومبعجر»، ويوم السبت الماضى، ساقنى حظى العاثر مرة أخرى لاستخدام الطريق، واكتشفت أن الأمر زاد سوءا، الخطر الأكبر فى الاتجاه المقبل من الجنوب باتجاه القاهرة، وللموضوعية فالاتجاه من القاهرة جنوبا أفضل حالا، لكنه ليس بجودة الطريق الصحراوى الشرقى «طريق الجيش»، أو بقية الطرق الرئيسية الأخرى.

خرجت صباح السبت من القوصية عبر طريق الدير المحرق، وعندما تجاوزت مركز ديروط، تخيلت أننى أسير فى طريق مدق رملى جبلى، وليس طريقا سريعا عابرا للمحافظات.

من دون أدنى مبالغة فإن المقطورات وسيارات النقل الثقيل جعلت الطريق لا يصلح حتى لنقل المواشى، وليس للبشر. صارت هناك نتوءات والتواءات مدببة، يمكنها أن تقلب أى سيارة حتى لو كانت نقلا ثقيلا.

طوال أكثر من مائتى كيلو متر، لا يمكن لسيارة أن تسير بسرعة أكثر من ثلاثين أو أربعين كيلو، الرمال والزلط تملأ نصف الطريق. المسافر عبر الطريق يقوم بمغامرة حقيقية، وإذا نجا فإن سيارته سوف تكون معرضة للتكهين أو تصبح «مهكعة»، وسيحتاج إلى أموال كثيرة لإصلاحها، والسؤال لماذا نصر على إهلاك سيارات المواطنين وغالبيتهم اشتروها بالعافية والتيلة والقسط؟!.

كثير من المواطنين لا يحتاجون إلا لمثل هذه النوعية من الطرق ليكرهوا الحكومة ويعارضوها فى كل شىء، السؤال هو: كيف انقلب حال الطريق إلى هذا الوضع البائس؟!.

المقطورات وسيارات النقل الثقيل تسير عليه بحمولات أكبر من المصرح بها، وعندما تشتد الحرارة، تتحول هذه الحمولة إلى وسيلة لشلفطة الطريق، ثم إن هذه المقطورات لا تلتزم بقواعد المرور، وتسير على هواها، لأنه لا أحد يراقبها. النقطة الثانية هى غياب الصيانة تقريبا، النقطة الثالثة أن هناك مطبات يصعب وجودها فى أى دولة بالعالم أمام الكمائن ونقاط الأمن عند مدخل كل مركز، من حق الشرطة أن تتأكد من إنجاز مهماتها، لكن ليس بطريقة تخرب السيارات!.

حتى لا أبدو متجنيا فإن الموضوعية تحتم على القول بأن الحكومة ووزارة النقل حققا إنجازات باهرة فى ملف النقل خلال السنوات الأربع الماضية.

وصار لدينا طرق على أحدث مستوى مثل القاهرة ــ الإسكندرية الصحراوى، والقاهرة ــ الإسماعيلية، والقاهرة السويس، والإسماعيلية ــ بورسعيد الصحراوى، والدائرى الإقليمى، وبنها ــ شبرا الحر. وطرق أخرى كثيرة فى أكثر من منطقة. والسؤال هو: أليس إصلاح طريق يستخدمه مئات الآلاف من المواطنين بصورة يومية، أمر مهم وحيوى ويفترض أن يكون له الأولوية؟!.

تحسين حياة الناس على هذا الطريق أهم من أى مشروع مهما كانت صفته، يفترض أن الحكومة تبحث عما يرضى الناس، وليس ما يعكنن عليهم، حتى من وجهة نظر مصلحية بحتة!.

والسؤال مرة أخرى: إذا كانت هذه الحكومة قد حققت العديد من الإنجازات فى النقل، فلماذا تصر على إهدار كل ذلك على الصحراوى الغربى؟ خصوصا أن «الصحراوى الشرقى» بعيد ومنعدم الخدمات تماما، رغم جودته؟!
خلال العودة من أسيوط للقاهرة، رأيت أعمال تمهيد فيما يشبه حارة الخدمات، وأتمنى أن يكون ذلك، بداية لإصلاح هذا الطريق الحيوى.

يا دكتور عرفات نقدر مجهودك الكبير، لكن نحتاج نظرة عدل إلى الطريق الصحراوى الغربى، حتى لا تترسخ فى أذهان غالبية الصعايدة، أنهم مظلومون فى كل شىء خصوصا الطرق والقطارات.

• تنويه:

اتصل بى الدكتور جلال مصطفى السعيد، محافظ القاهرة ووزير النقل السابق، والدكتور نبيل كامل مرقص، وبعض القراء، ليلفتوا نظرى إلى خطأ ورد فى مقالى يوم السبت الماضى بعنوان: «سيدة وقبطية محافظة لدمياط». فى مقالى قلت إن أهالى قنا رفضوا بعد ثورة يناير 2011، تعيين مجدى أيوب محافظا، والصحيح أنه كان المحافظ وقتها، أما الاعتراض فكان على اسم اللواء شرطة عماد ميخائيل شحاتة، أعتذر عن الخطأ وشكرا للتصحيح، وجل من لا يسهو.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved