متى تظهر القيادات..؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 5 مارس 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● الأزمات تصنع القيادات والزعماء، وفى جميع الأزمات التى عاشها المجتمع خلال الأشهر الماضية، غاب القادة، وغاب كبار الشخصيات السياسية، فلا أحد يسرع بالخروج إلى الناس متحدثا وشارحا لما يجرى وأسبابه، ويرد على عشرات التساؤلات المطروحة. وهذا خطأ موروث أولا، وخطأ لعدم القدرة على المواجهة ثانيا، يترتب عليه كرة من الشائعات وكرة من الغضب، وكرة من التحليلات التى تقترب من أفلام الخيال العلمى.. هكذا تغيب القيادات فيما يبدو أنه انتظار لحل يمكن أن ترسله العناية الإلهية. ويوازى هذا افتقاد خبرة إدارة التفاوض، وكان هذا التفاوض ممكنا دون تصعيد يصل بالأمر إلى القضاء، فكان ذلك كله من باب انفجار أزمة قضية التمويل الأجنبى بصورة أغضبت الشارع المصرى.. فكان التصعيد عنيفا من البداية وموحيا بأنه سيمضى فى تصاعده إلى النهاية، وذلك بينما كان يرى الكثير من المصريين أنه تصعيد غير مقنع وغير مبرر، واستعملت فيه لغة التحدى والقوة والكرامة، ثم فجأة انهارت جبال التحدى والكرامة والقوة، بسرعة بناء تلك الجبال بالكلمات قبل الأفعال..

 

●● تكررت قصة عدم التصديق وفقدان الثقة بين الناس وبين الإدارة الحكومية أو إدارة الدولة.. وهذا بخلاف الخسائر الأخرى التى أصابت العديد من السلطات والأطراف.. لم نتعلم بعد أن إطلاع الشعب على الحقيقة بصدق ووضوح هو مبدئيا مسئولية الإدارة، ثم هو السبيل الوحيد كى يمارس هذا الشعب دوره بمسئولية.. كفانا تلك السنوات التى ظلت فيها الإدارة المصرية ترى أن هذا الشعب لا يستحق الحقيقة، أو أنه أصغر من أن يفهم تلك الحقيقة؟

 

●● يمكن أن تسرد مبررات سابقة التجهيز بعد الفوز الهزيل الذى حققه الزمالك على فريق يانج أفريكانز الضعيف.. ولاشك أن الكابتن حسن شحاتة غير راض عن المستوى الذى ظهر به الفريق، خاصة أن يانج أفريكانز كان قادرا على قلب الحسابات كلها فى الشوط الثانى وهو يلعب بعشرة لاعبين.. وبالطبع كان الدفع بميدو منطقيا من البداية، ربما لتعدد الإصابات والغيابات فى المهاجمين، بجانب أنها أسهل مباراة يمكن أن يبدأ بها ميدو طريق العودة إلى الملعب بعد جهد كبير بذله لاستعادة لياقته، لكن السؤال هل كان الفريق التنزانى يتحمل ثلاثة لاعبين فى الوسط بصبغة دفاعية، وهم نور السيد ومندومو وإبراهيم صلاح، مع أن الأخير يفترض فيه المساندة الهجومية بصورة أكبر من زميليه؟

 

●● لم يكن يانج أفريكانز يستحق هذا الحرص المبالغ فيه، ومع الوضع فى الاعتبار فروق المستوى بين الفريقين، كان الزمالك الأحق بالفوز وقادرا على الخروج بنتيجة أكبر لولا الفردية التى صبغت أداء لاعبيه.. ويبقى هنا معنى أو تعريف الفريق الضعيف، وهو الفريق الذى لا يملك مهارات فردية مميزة، وهو الفريق الذى لا يملك الذكاء التكتيكى، من جهة التحرك والترابط، وصناعة جمل تشكل خطورة، أو إجادة بناء تحصينات دفاعية تتحول إلى قاعدة إنطلاق فى هجوم مضاد جماعى يمر بعناصره من مساحات خالية فى دفاع المنافس.. وفى كل هذا كان يانج أفريكانز ضعيفا، باستثناء قدرة لاعبيه كأفراد على الضغط وملاحقة لاعبى الزمالك لدرجة أصابتهم بالإرهاق والزهق؟  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved