إحنا آسفين يا.. داخلية

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 4 نوفمبر 2011 - 9:05 ص بتوقيت القاهرة

●● البعض سوف يقرأ العنوان ويكتفى بذلك، ثم يسرع بإرسال بلاغ لمن يهمه الأمر يفيد بأنى (أستغفر الله العظيم) أعتذر لوزارة الداخلية، والبعض قد يشده العنوان، ويستمر فى القراءة، ويكتشف أنه اعتذار لفريق الداخلية لكرة القدم، البعض الثالث سيمضى فى القراءة بلا غضب، فيما سيرى البعض الرابع أنه لم يكن لائقا أصلا أن أعتذر للفريق..

 

●● المهم، باعتبار أن ما سبق ليس مهما، قبل أن تبدأ مباراة الأهلى، نظرت إلى جدول ترتيب الدورى ووجدت فريق الداخلية يحتل المركز الثامن عشر (قبل الأخير) برصيد نقطة واحدة، وقد خسر فى مباراتين وتعادل فى مباراة، ولا يضم أسماء من النجوم اللامعة.. فمن الطبيعى أن نتوقع مباراة من جانب واحد، وفى اتجاه واحد. من جانب الأهلى نحو مرمى هاشم دسوقى.. لكن الفريق الذى لعب أمام الاتحاد السكندرى من لمسة ولعبة، بأسوب تيكى تاكا، لعب فى الشوط الثانى بطريقة: «تيكى ترالالى أمان»؟

 

●● سجل وائل جمعة هدف فريقه الأول من ضربة جزاء فى الدقيقة 20، وأضاف متعب الهدف الثانى بعد دقائق. فأخرجت العداد لإحصاء الأهداف التى ستهز شباك الداخلية.. إلا أن المفاجأة كانت فى تقديم الفريق لأداء مميز وجماعى، لاسيما بواسطة خط الهجوم الثلاثى، لاما كولين الغينى، وأحمد تمساح، وحمادة يحيى. الثلاثة صنعوا لأنفسهم كمية فرص لا يمكن توقعها، وهم بسرعتهم صالوا وجالوا واخترقوا منطقة المرمى الحمراء.. ونجح شريف إكرامى فى التصدى لكل الكرات التى هددت شباكه ولعب أفضل مبارياته هذا الموسم، وهو خدع من زميله فى الهدف الوحيد الذى سجله فريق الداخلية.. واستحق لاما كولين أن يكون نجما لهذا اللقاء.. لم يكن النجم من الأهلى الفائز، وإنما من الفريق المهزوم.

 

●● فى السنوات العشر الأولى من الألفية الثالثة رصد خبراء كرة القدم فى العالم ظاهرة عامة، وهى أنه لم يعد هناك فريق غير مرشح، وذلك بدءا من فوز اليونان بكأس أوروبا عام 2004، وتألق غانا فى المونديال، فيما كانت مباريات كأس العالم الأخيرة فى جنوب أفريقيا مثل الحرب العالمية الثانية بالفعل، فقد استسلم الفرنسيون مبكرا.. ووصل الأمريكيون فى الدقيقة الأخيرة.. وترك البريطانيون المحاربة الألمان.. وكانت أوروجواى من مفاجآت الدورة حتى إنها خسرت بصعوبة 2/3 أمام الفريق الألمانى فى الدور قبل النهائى.

 

●● التغيير الذى طرأ على كرة القدم لم يلمس بعد أهل القمة، والبطولات.. وهناك فروق فنية ومادية وإدارية وتاريخية وراء سيطرة الكبار، فمازال  اللقب الإنجليزى محتكرا من 4 فرق منذ أكثر من 20 عاما، وهى مانشستر يونايتد وتشيلسى وأرسنال وليفربول، وقد يدخل الدائرة هذا العام مانشستر سيتى، وفى إسبانيا الصراع الدائم بين برشلونة وريال مدريد، وفى كل بلد وقطر تتجلى القطبية عند الوصول إلى منطقة البطولات.. وهذا يعنى أن التغيير فى حدود مباراة أو فترة.. لكنه ينبئ بتغيير قادم بعد زمن إذا استمرت الحركة.. وإذا استمرت العجلة فى الدوران؟  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved