احترسوا من فخاخ «we need to talk«

محمد سعد عبدالحفيظ
محمد سعد عبدالحفيظ

آخر تحديث: السبت 4 نوفمبر 2017 - 8:30 م بتوقيت القاهرة

لا أعرف على وجه التحديد ما هى المحاور أو القضايا التى ستطرح خلال جلسة «دور الصحافة فى بناء الدولة» والمقرر عقدها بعد غد الثلاثاء بالقاعة الرئيسية لـ«منتدى شباب العالم» بمدينة شرم الشيخ، وفقا للموقع الرسمى للمنتدى.
ولا أعرف أيضا، كيف تم اختيار ضيوف تلك الجلسة؟.. فهل تم الاختيار وفقا للقواعد المصرية فى مثل تلك الفعاليات؟.. بمعنى، هل راجعت الجهات المعنية ملفات الضيوف الأجانب؟، وهل فحصت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى؟
أتمنى أن تكون الجهات المعنية قد فرزت القوائم التى أرسلتها الدول المشاركة، خصوصا من الدول الأوروبية واللاتينية، ذات الثقافات الخارجة التى تسمح للصحافة بأن تعارض وتنتقد بل وأحيانا تتطاول على رموز ومؤسسات الدولة، دون مساءلة أو حساب. وأنصح من باب الاحتياط بتجهيز ردود وإجابات مقنعة على أسئلة قد تمر فى غفلة دون أن يحسب لها حساب، فماذا لو سأل أحد المتحذلقين فى جلسة «دور الصحافة فى بناء الدول» عن الأسباب التى دفعت السلطة المصرية لحجب معظم المواقع الصحفية المستقلة؟، أو يتنطع آخر ويطرح قضية شراء الدولة لأغلب وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية؟، أو يتفتق ذهن أحدهم ويطلب معلومات عن الصحفيين المحبوسين فى سجن العقرب دون إحالة للمحاكمة ورغم مرور مدة الحبس الاحتياطى؟ أو يستفسر ثالث جاء من أحراش أمريكا الجنوبية عن قصة الصحفى الذى هٌدم بيته بعد أن ظهر على برنامج فضائى وأدلى بآراء لا تتفق مع سياسات الدولة؟، أو أن يتطاول مراهق ألمانى ويسأل عن سر تطابق مانشيتات الجرائد المصرية؟
أعلم أن نقيبنا السابق مكرم محمد أحمد وباقى شباب الإعلاميين والصحفيين الوطنيين جاهزون لدرء تلك المطاعن، فهم مستعدون دائما لإفحام أى متطاول أو متآمر أو جاهل، فلا أنسى لشيخ الصحفيين موقفه الشجاع عندما انفعل على زميلنا إبراهيم عيسى بعد أن تجرأ الأخير وقاطع الرئيس السيسى العام الماضى فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ.
عيسى كان قد اختلف خلال جلسة الإعلام مع زميله إبراهيم الجارحى، وهو ما دفع الرئيس للتدخل بابتسامة ناصحا الزميلين المختلفين قائلا «إنتم بتتكلموا عن الرأى وتوعية الناس وبتتخانقوا وتعملوا مع بعض كده؟»، فنسى عيسى نفسه وقاطع الرئيس قائلا «الأصل هو التعدد، والتنوع فى وجهات النظر يخلق مناخا مناسبا فى الشارع المصرى»، وأصر عيسى على مواصلة حديثه رغم ظهور علامات عدم الرضا على وجه الرئيس وقال: «فيه صحفيين وكتاب مسجونين دلوقت بقانون العقوبات ومفيش دولة فى الدنيا تسجن فى جرائم النشر سوى 3 أو 4 دول وكلها دول مستبدة وديكتاتورية، ولا يمكن أن تكون مصر من ضمن تلك الدول».
بعد حديث عيسى المتهافت عن التعدد والتنوع، تدخل شيخنا الأستاذ مكرم محمد أحمد ولقنه درسا عن ضرورة التوحد الوطنى فى الشدائد، وهو ما لم ينسه صاحبنا حتى هذه اللحظة.
قال مكرم بانفعاله وجسارته المعهودة إن «الصحفى ليس زعيما سياسيا.. واللى عاوز يبقى زعيم سياسى يسيب الصحافة.. فالصحفى ليس محرضا.. والحرية ليست فوضى وإنما مسئولية، خاصة فى عالمنا الفقير الذى يحتاج إلى الجهد والتوحد الوطنى، وأن نكون صوتا واحدا فى الشدائد». 
مع حسن ظنى فى الأستاذ مكرم الذى ورث مقعد صفوت الشريف بعد تلك الواقعة بشهور، ومع ثقتى فى باقى فريقه من أعضاء الهيئات والمؤسسات الإعلامية والصحفية المصرية، إلا أننى أخشى من فخاخ أعضاء الوفود الأوروبية.. ربنا يستر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved