أمريكا والاتحاد الخليجى

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الأربعاء 4 ديسمبر 2013 - 7:00 ص بتوقيت القاهرة

لا أحد يستطيع أن ينكر أن الولايات المتحدة الأمريكية منحت الشقيقة قطر دورا حيويا فى مشروع الربيع العربى، لقد كانت لها قفاز دخلت من خلاله إلى كل من ليبيا وتونس ومصر، متخذة موقفا يتقاطع وبشكل كبير مع الموقف السعودى فى الملف المصرى والملف السورى والملف اليمنى، ولا ننسى كذلك موقفها من الملف اللبنانى، وحتى فى علاقتها مع تركيا ومع إسرائيل كانت قطر دوما فى الاتجاه المعاكس للمملكة العربية السعودية وقريبا جدا من الرؤية الأمريكية للمنطقة.

إنما من الملاحظ أنه حيثما تولِّ السياسة الخارجيــة للمملكة العربية السعودية وجهها تولِّ قطر وجهها للاتجاه المعاكس، ثم أخيرا لعبت الشقيقة قطر مع الأسف ــ دورا أضر حتى بالأوضاع داخل عدد من الدول الخليجية، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن عتبا كبيرا وصل للشقيقة من البحرين والكويت والسعودية حول العلاقة التى تربطها بالجماعات الراديكالية فى معظم الدول الخليجية، والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل هذه السياسة القطرية التى تتبع تجاه دول مجلس التعاون تتم برعاية أمريكية أيضا؟ هل هى استكمال للدور القطرى فى ملف الربيع العربي؟ بمعنى هل القفاز القطرى الذى تدخلت به أمريكا فى ليبيا وتونس ومصر هو ذاته الذى تستخدمه مع دول مجلس التعاون الأخرى؟ وما أثر هذه السياسة على مشروع الوحدة الخليجية؟ وهذا هو المهم، خاصة والاتحاد هو مطلب للشعب القطرى قبل أن يكون مطلبا للبحرينيين أو السعوديين، فإلى أى مدى يؤثر ذلك العتب على مسيرة الاتحاد وإلى أى مدى له أثر على تأخر إعلان الاتحاد؟

إن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية بقاء دول مجلس التعاون قوية إنما إلى حد لا يجعلها تستغنى عن التحالف معها وأن أى دور أو صداقة تدعيها وتمنحها لأى طرف فمرهونة بمصالحها المتقلبة، وتفضل بالتأكيد التعامل مع دول مجلس التعاون كدول متفرقة تنفرد بكل واحدة منهم أسهل ألف مرة من التعامل مع وزير خارجية واحد وسياسة واحدة، وقوة اقتصادية واحدة ضخمة كتلك التى تنشأ من بعد الاتحاد.

نرجو أن تعى قيادات دول مجلس التعاون هذه الحقائق، وأن تكون قمة الكويت القادمة انطلاقة لإزالة هذه الشوائب الأمريكية التى علقت بالثوب الخليجى.

سوسن الشاعر

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved