كوبر فى مدرسة هيريرا

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 5 يناير 2017 - 10:15 م بتوقيت القاهرة

PASSING GAME أو استخدام التمرير للاستحواذ على الكرة من ملامح الكرة الجديدة. ولكنه يكون استحواذا سلبيا إذا اقتصر على تبادل الكرة وتمريرها دون تحرك اللاعبين المستمر. ويكون سلبيا أيضا إذا ظل التمرير عرضيا بلانهاية، دون جمل هجومية فى الثلث الأخير من الملعب، وأكرر أن الأمر ليس بسهولة كتابته. ولكنه شديد الصعوبة.. ترى هل يلعب كوبر بالتمرير؟ هل عنده هذه الفلسفة؟ وما هى فلسفته؟ وكيف يمكن أن يلعب فى الجابون؟ وهل يتسلح المنتخب بالمهارات؟ إذن ما هى المهارة فى كرة القدم؟

** كوبر لا يعتمد أسلوب التمرير.. وهو حسبما أظن يبدو لى من المعجبين بفلسفة سيميونى مدرب أتلتيكو مدريد، التى تقوم على الدفاع الصارم ثم الانقضاض فى هجوم مضاد جماعى خاطف وسريع.. وقد يكون الهوم المضاد فريدا وسريعا أيضا.. (جملة أبوتريكة ومحمدصلاح) والواقع أن تلك الفلسفة الدفاعية لها جذور قديمة زرعها المدرب الشهير الأرجنتينى الأصل هيلينو هيريرا أستاذ الكاتناتشيو والانضباط التكتيكى الذى يقوم على فكرة «نحن للفريق.. وأنا لنفسى».. ونصف الفسلفة يطبقه كوبر بنجاح، وهو ما يتعلق بالدفاع الصارم. ويبقى النصف الآخر وهو سرعة الهجوم المضاد. لكن فى تاريخ مدرسة التدريب الأرجنتينية العديد من المدربين الذين اعتمدوا الأساليب الهجومية والإبداع فيها مثل سيزار لويس مينوتى وبيلادرو.

** سيلعب كوبر فى الجابون بفلسفته الدفاعية مع حتمية تطوير الشق الهجومى. ومن ملامح جذور المدرسة الأرجنتينية الاهتمام بأطراف الملعب عند شن الهجمات. وأحسب أن ذلك يبدو واضحا على أداء المنتخب بالدرجة الأولى (محمد صلاح وتريزيجيه).. على أن يستغل اللاعب القادم من الخلف (عبدالله السعيد. الننى) الثغرات فى قلبى الدفاع المنافس.

** يتسلح منتخب مصر بلاعبين من أصحاب المهارات بالتأكيد. والمهارة لا تعنى مهارة السيطرة على الكرة والمرواغة فى المساحات الضيقة. فتلك المهارة لها استخدام استثنائى كحل لموقف صعب يحتم المراوغة. أو كحل تكتيكى للفوز باختراق يسفر عن ضربة جزاء. وهؤلاء أصحاب تلك المهارة ندرة. ولكن المهارات الآن تغيرت، فلم تعد مهارة الفرد وإنما مهارة الجماعة. فكلما ارتفعت تفوق الفريق. لكن من ضمن مهارات الكرة الحديثة (هى مراحل ما قبل الكرة الجديدة). السرعة، التحرك بدون الكرة. واحتلال المساحة الخالية. مهارة رؤية الملعب. مهارة اللعب بالقدمين. اللياقة الفائقة وارتفاع معدلات الجرى. دقة التمرير والتصويب. القدرة على استخلاص الكرة، أداء الواجبات الدفاعية والهجومية، وتلك مهارات لا يراها المشجعون فى الإقليم العربى غالبا. فاللاعب السريع على سبيل المثال يضع خصمه دائما وراء ظهره. وكلما زاد عدد اللاعبين أصحاب السرعة فى الفريق أصبح الخصوم حائرين يطاردون الكرة.

** تغيرت المهارات.. ولم يتغير الذين يتحدثون ويكتبون ويعلقون على المهارات ويحللون المهارات للأسف.. فحارس المرمى من مهاراته أن يبدأ الهجوم. (جوارديولا استغنى عن جو هارت حارس إنجلترا لأنه لا يلعب بقدميه جيدا) والمدافع عليه أن يتقن التمرير.. لم يعد هناك ما يسمى بظهير. لأنه قد يكون جناحا فى لحظة ما. لم يعد هناك مايسى رأس حربة ساكن فى منطقة الجزاء.. لأنه قد يكون المهاجم المتقدم فى لحظة ما ثم يترك المنطقة ويخرج منها فى سياق جمل تكتيكية مدروسة. لم يعد هناك هذا الانبهار بالمراوغة المظهرية التى لا تفيد سوى صاحبها. لم يعد هناك ما يسمى «اللعب برجولة.. وتنظيف وتطهير المنطقة».

** تلك كانت مهارات سنة 60.. أو مهارات ما قبل الميلاد..... الكرة الجديدة!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved