الكأس تسكن فى الغرب

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 5 فبراير 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

•• مستوى كأس الأمم الأفريقية أقل كثيرا من بطولات سابقة،  وخروج المنتخبات العربية انعكس سلبا على تنوع المنافسة وأساليب اللعب فى هذه البطولة . وهو خروج يثير بدوره علامات استفهام،  بشأن الرصيد المتواضع لتلك المنتخبات من ألقاب البطولة،  خاصة أن تونس والجزائر والمغرب تمثل مع منتخب مصر القطب المنافس للغرب الأفريقى على مستوى كأس الأمم وفى منافسات الأندية الأفريقية ..

 

 •• فى واحدة من مفاجآت البطولة قياسا على أداء الفريقين فى الدور الأول، فاز منتخب نيجيريا على ساحل العاج فى دور الثمانية . . لعب النيجريون بسرعة وبإرادة الفوز،  تخلوا عن البطء والتحضير الطويل الممل. وتواجه نيجيريا فى قبل النهائى مالى،  فيما تلتقى غانا مع بوركينا فاسو . ومن المتوقع أن يكون النهائى بين غانا ونيجيريا، إلا إذا كانت كرة القدم فى القارة قد أصابها مس من الجنون .. وهذا النهائى يعد من أشد دربيات الغرب الأفريقى ..

 

 •• لأول مرة منذ عام 1994 سوف يفوز أحد منتخبات غرب القارة باللقب . فقد شهد دور الثمانية تأهل 7 فرق تمثل الغرب الأفريقى المنافس الأقوى للشمال،  لاسيما لمصر . والمنتخبات التى تأهلت لدور الثمانية مسجلة رقما قياسيا هى نيجيريا،  ومالى،  وغانا،  وبوركينا فاسو،  وتوجو،  والرأس الأخضر،  وساحل العاج . وكان المنتخب الثامن هو جنوب أفريقيا .. ولاشك أن غياب منتخب مصر أثر أيضا على انفعالنا بالمباريات . لكن إحراز المنتخب كأس القارة ثلاث مرات متتالية كان قد أثار علامات استفهام فى حينه،  ومنها هل أصبح المنتخب قويا لهذه الدرجة فى تلك الفترة؟ أم أن منتخبات أفريقيا العملاقة باتت أضعف ؟ وهل كان فوز المنتخب بثلاثة ألقاب متتالية وبلاعبين محليين مصادفة؟.. وهل هناك مصادفة تتكرر ثلاث مرات ؟ أم ترى أن تغيرا حدث فى أداء منتخب مصر بواسطة الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة ؟ وكيف نفوز بكأس أفريقيا ونعجز عن التأهل لكأس العالم ؟ هل حقا نحن فريق البطولات المجمعة؟ أم أن ذلك التفسير يعد هروبا وتبريرا للإخفاقات المتكررة فى تصفيات المونديال منذ عام 1990 ؟

 

 •• أذكر أننى اختصرت الإجابة على تلك التساؤلات عام 2010 بعد فوز المنتخب باللقب الثالث على التوالى من واقع الصراع القديم والقائم بين الذكاء وبين القوة . ورسمت صورة تخيلية للصراع العنيف بين الثعالب وبين الأسود . باعتبارهما يمثلان الذكاء والقوة فى الغابة .. فالثعلب يكون غبيا عندما يصارع الأسد بالقوة،  ويكون الثعلب غبيا حين يظن أنه يملك نفس المخالب التى يملكها غريمه.. ولأن الثعالب ذكية،  فإنها تواجه الأسود من بعيد.. إنها تناور وتحاور وتدور وتجرى بخفة ورشاقة،  حتى تنهك الأسد وتحقق هدفها،  وهذا تقريبا مافعله منتخب مصر فى آخر بطولتين .. لكن أهم سؤال فى القصة كلها لم أعرف له إجابة هو : هل هناك تقرير فنى فى اتحاد الكرة عن فوز المنتخب بكأس أفريقيا ثلاث مرات على التوالى ؟ هل هناك تفسير علمى دقيق.. أم سيكون الرد التقليدى القديم والقائم أيضا :  علمى علمك ؟!  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved