أسوان

عمرو حمزاوي
عمرو حمزاوي

آخر تحديث: الأحد 5 أبريل 2015 - 9:25 ص بتوقيت القاهرة

بإمكانك هنا أن تقرر تناسى الأزمات الكثيرة التى تعصف بحياتنا، بإمكانك هنا أن تقرر تجاهل أخبار الحروب والصراعات العسكرية والمواجهات المسلحة التى تطوق بلاد العرب وتفرض المعاناة على شعوب فى جوارنا المباشر كما فى ليبيا وسوريا وفى جوارنا الإقليمى، كما فى اليمن والعراق، بإمكانك هنا أن تقرر أن شئون العالم وقضايا السياسة الخارجية والعلاقات الدولية لا تعنيك من قريب أو بعيد؛ وبإمكانك هنا أن تنفذ ذلك بنجاح.. على الأقل لبعض الوقت.

هنا أسوان التى يبهرك جمال طبيعتها بتنوعاتها من مياه النيل الصافية والأرض الخضراء إلى الصخور الضخمة التى جاء فيضان النيل منذ آلاف السنين، والصحراء التى تهابها المياه ويهابها اللون الأخضر فلا يقتربان من بداياتها القاطعة.

هنا أسوان المحميات الطبيعية، والجزر الصغيرة، والقرى المتناثرة ومراكبها العائمة بين حوافها لنقل الناس والبضائع، وطرقاتها التى تلهبها أشعة الشمس حتى الغروب وتنيرها النجوم وضوء القمر فى الليل.

هنا أسوان الخليط السكانى العجيب من أهل النوبة والقبائل العربية والصعايدة الذين قدموا إليها دوما بحثا عن الرزق، هنا أسوان التنوع الدينى الهادئ بين أسر مسلمة وأخرى قبطية ومساجد وكنائس متعايشة فى سلام، هنا أسوان التى تصبغ بها المرأة العاملة مشاهد شوارع المدينة ثم تبدو بها المرأة فى دورها التقليدى كمسئولة عن أسرتها ومديرة لاقتصادها المنزلى ومعيلة لها ــ خاصة حين تقعد البطالة ومعدلات التشغيل المنخفضة الرجال.

هنا أسوان، البقعة الجميلة فى جنوب مصر التى تستحق أن ترتحل إليها كلما أردت الابتعاد المؤقت زمنيا عن الهموم العامة أو بحثت عن طاقة إيجابية لمواصلة رحلة الحياة والعمل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved