خدم إسرائيل وعملاؤها فى الإعلام المصرى ؟

أحمد منصور
أحمد منصور

آخر تحديث: الأحد 5 مايو 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

أسست حركة المقاومة الإسلامية حماس فى فلسطين قبل خمسة وعشرين عاما،  فكانت شوكة فى حلق الاحتلال الإسرائيلى،  وحملت راية الجهاد والنضال ضد الكيان الصهيونى بعدما وضعتها التيارات الأخرى وسارت فى مسيرة التسوية والتنازلات، ونجحت حماس فى أن تقضَّ مضاجع الإسرائيليين طيلة خمسة وعشرين عاما، وأن تجبرهم على تغيير مخططاتهم وطموحاتهم وأن تكلفهم الكثير من القتلى والجرحى وأن تنتصر عليهم فى أكثر من حرب ومعركة قاموا بها فى محاولة لإعادة احتلال قطاع غزة أشهرها حرب ديسمبر ويناير 2008ــ 2009، والمحاولة الأخيرة فى العام 2012،  ورغم توقيع النظام المصرى اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل فى العام 1979 إلا أن مصر كانت ولا زالت وستظل الداعم الرئيسى لكافة حركات المقاومة فى فلسطين، وقد أثبت الشعب المصرى أن اتفاق كامب ديفيد ليس سوى اتفاق ورقى بين حكومتين لكن الشعب لن يغير معتقداته ونظرته إلى إسرائيل كعدو ومحتل ومغتصب وقاتل لابد من مواجهته فلا يوجد بيت فى مصر ليس فيه شهيد أو مفقود أو جريح أو مقاتل حارب ضد إسرائيل،  والحقوق والأراضى المحتلة لا تستعاد بالتنازلات بل بالمقاومة والجهاد والنضال حتى يعود الحق السليب لأصحابه.

 

رغم الموقف المصرى الشعبى التاريخى الداعم لحركة حماس إلا أن منظومة الإعلام المصرى الفاسد عدو الشعب والثورة والجهاد والنضال ضد إسرائيل أثبتت أنها تعمل لصالح إسرائيل ومشروعها وتقوم بتضليل الشعب المصرى من خلال الحرب الإعلامية الطاحنة التى تشنها ضد حركة حماس، فإسرائيل تتعامل مع مصر على أنها العدو الأول لها لأن مصر هى الوحيدة القادرة على كسر شوكة إسرائيل ولعل كشف شبكة التجسس الأسرائيلية الأخيرة والشبهات المثارة حول إسرائيل فى مقتل الضباط والجنود المصريين فى سيناء فى رمضان الماضى حيث قتلت الفاعلين بعدما لجأوا لأراضيها هل لو كان هؤلاء من حماس كانوا يلجأون إلى إسرائيل أيها الحمقى والجهلة والكذابون؟،  وهذه القصص المفبركة عادة ما تنسب مصادر مجهولة ومشبوهة هى فى كثير من الأحيان رؤساء تحرير تلك الوسائل الأعلامية أو بالأحرى الجهات التى تشغلهم وتقوم بالتمويل ودفع الملايين لهم على هيئة رواتب أو امتيازات أو حقائب عامرة بالأموال يدور همس فى المؤسسات الصحفية كثير عنها مع ظهور آثار الثراء السريع على كثير من هؤلاء،  ورغم الشبهات التى تحيط بكثير من وسائل الإعلام التى تبث هذه السموم والقائمين عليها فقد صدم المجتمع المصرى حينما وجد مجلات رسمية وصحف حكومية يتم الإنفاق عليها وعلى رؤساء تحريرها والمحررين الذين يفبركون الأكاذيب بها من جيوب الشعب المصرى وأمواله، حيث تنشر أعدادا رئيسية ومانشيتات مثيرة مليئة بالفبركة والأكاذيب والتشويه لحركة حماس وتوجه الاتهامات لها بأنها هى التى قتلت الضباط والجنود المصريين فى سيناء وأنها تحتجز آخرين وتنقل عن مصادر مجهولة على الأغلب أنها إسرائيلية، قصصا مفبركة تم صياغتها فى غرفة رئيس تحرير، إحدى هذه الوسائل وهو الذى احترف صياغة الأكاذيب وفبركة القصص والنيل من أعراض الناس والإضرار بالأمن القومى المصرى وتدمير علاقة مصر بمن يحمى حدودها الشمالية الشرقية وهى حماس وهذا وغيره ليس سوى خادم للإسرائيليين من خلال موقعه والقصص المفبركة التى ينشرها، ثم فوجئنا فى ذروة هذه الاتهامات بحركة المقاومة الإسلامية حماس التى وجهت لها عشرات الاتهامات عبر هذه الوسائل المشبوهة هذه تعقد مجلس الشورى العام لها فى بداية إبريل الماضى على أرض مصر وتحضر كل قيادات حماس من كل أرجاء الدنيا إلى أرض مصر الملجأ والحامى والداعم للمقاومة الفلسطينية، وتقوم المخابرات العامة المصرية والجيش المصرى وقوات الأمن بتأمين العشرات من قيادات حماس ورعاية إقامتهم واجتماعاتهم وتقديم الدعم الكامل لهم لاختيار قيادتهم الجديدة وتم اختيار كافة قيادات حماس على أرض مصر وبرعاية مصرية كاملة فى الوقت الذى كانت فيه وسائل الإعلام المشبوهة وخدم إسرائيل وعملاؤها بها يبثون الأكاذيب عن حماس،  إننى أوجه لهؤلاء تهمة الخيانة وخدمة إسرائيل والمشروع الصهيونى والإضرار بالأمن القومى المصرى وإلا لو أن حماس متهمة كما يقولون لماذا لم يقبض على قيادتها ويحاكموا فى مصر؟ إن المتهم الحقيقى هم هؤلاء المجرمون الذين يتصدر بعضهم مواقع صحفية يخدمون بها إسرائيل وليس مصر وأمنها القومى وهؤلاء بعد ثبات كذبهم يجب إقالتهم ومحاكمتهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved