هل النظارة سوداء؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 5 أغسطس 2009 - 11:21 م بتوقيت القاهرة

 حدث ما توقعت.. بأسرع مما كنت أظن. وعلى كل المستويات. تعليقات القراء على موقع الجريدة، ورسائل بالبريد الإلكترونى، واتصالات هاتفية ومناقشات مع زملاء وأصدقاء.. وكل هذا لمجرد أنى أشرت إلى صعوبة موقفنا فى مجموعتنا بتصفيات كأس العالم. وكل الذين يحتجون ويناقشون يقولون: نعم نعلم أن الموقف صعب، لكن لا يجب أن تعلن ذلك.. ياسلام؟!

الاتهامات تضمنت التشاؤم، والنظرة السوداء. وإحباط اللاعبين، وتساءل البعض: لماذا لم أنتظر حتى مباراة غينيا الودية. ولماذا لا أنتظر حتى مباراة رواندا؟!

أولا أنا لا أفقد أعصابى، وأعنى الكلمة، إلا فى مباريات المنتخب، ولا أهتف وأصرخ وأقوم وأقعد إلا فى مباريات المنتخب. وثانيا حسن شحاتة تحديدا، صديق قبل أن يكون مديرا فنيا للفريق. وهو أحد نجومى القدامى حين كان لاعبا. وتربطنى به علاقة ود واحترام. وهذا لم يمنعنى ولن يمنعنى من توجيه النقد لأداء الفريق حين يختل، وقد حدث بالفعل ولم يغضب حسن شحاتة لأن النقد كان فى حدود تقييم الأداء، ولأن هذا واجبى، ولأن هناك فارقا بين التجاوز الهجوم الشخصى وبين النقد الفنى. وقد بح صوتى وجف قلمى من ترديد تلك البديهيات!

وثالثا ما هذا الربط بين الوطنية والانتماء وبين حقيقة موقف الفريق فى تصفيات كأس العالم. وهو موقف صعب. وقول ذلك لا يعنى التشاؤم وإحباط الفريق واللاعبين.. لماذا نحب أن نضحك على أنفسنا؟ ولماذا نهتف لمن يضحك علينا.. نفسى أفهم السر؟!

ثم يبقى ما يلى، ورجاء تذكروه جميعا: على الرغم من صعوبة موقفنا فى المجموعة، نعم الأمل موجود، وممكن أن نتأهل للمونديال.. وإلا لماذا نلعب ونواصل الطريق ونستعد ونحلم ونتمنى.. وضعوا أسفل هذا الكلام ألف خط، لأنى سأكون أول المحتفلين بصعود المنتخب إلى النهائيات، ويارب «أتكبس ودمى يتحبس».. كمان ونصل إلى جنوب أفريقيا قبل أن تنتهى التصفيات.. موافق بس نصل؟!

الخطاب الإعلامى ليس فى حاجة إلى التغيير الكامل، لكن المتلقى أيضا عليه أن يدرب نفسه على قراءة الحقيقة، وسماع الحقيقة، ومشاهدة الحقيقة وقبول الحقيقة.. والحقيقة لا علاقة لها إطلاقا بالأخت شفافية، والست مصداقية، وصديقتها حيادية.. وباقى أفراد الأسرة: أمانة وشريفة ونزاهة وكرامة وأبوهم دوغرى؟!

الطريف إنه من بديهيات الإعلام أن يكون شفافا وحياديا وصادقا ونزيها وأمينا وشريفا دون إصرار على تسجيل ذلك فى كل مرة، والأطرف أن المتلقى حين يسمع أو يقرأ أو يشاهد البعض يدندن بتلك الكلمات فإنه يدير ظهره له لأنه يعلم أنه بصدد الإنصات إلى كذبة كبيرة أو مشاهدة فيلم كرتون؟!

هل فى هذا الكلام أى تجنٍ أو مبالغة.. أم ترانى أرتدى نظارة سوداء؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved