مسئولية الأهل فى توسيع مدارك الصغار

عمرو حمزاوي
عمرو حمزاوي

آخر تحديث: الأربعاء 5 أغسطس 2015 - 8:20 ص بتوقيت القاهرة

إذا كانت المدارس الحكومية والخاصة فى الكثير من البلاد المتقدمة تمكن التلاميذ والطلاب من تعلم «الجديد» والمتجاوز للمقررات الدراسية أثناء العطلة الصيفية، وإذا كانت تفعل ذلك من خلال برامج متنوعة تسهم بتمويلها منظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص وأحيانا السلطات الحكومية (علما بأن البرامج هذه، وإذا كانت هذه البرامج تعرف التلاميذ والطلاب أيضا على قضايا مجتمعية حيوية كمسألة اللجوء والتحديات الحياتية لوجود اللاجئين فى الملاذات الأوروبية والغربية الآمنة، فإن الشق الأكبر من مسئولية توسيع مدارك الصغار والشباب يقع على أسرهم وقدرتها على الانفتاح على الجديد واختباره.

هم الأهل الذين يستطيعون التشجيع على تنمية المهارات الذهنية والجسدية، على القراءة والتعلم بعيدا عن وبالإضافة إلى المقررات الدراسية، على الاقتراب من القضايا المجتمعية الشائكة وتجاوز الخوف من الآخر والغريب وعدم التورط فى مقولات الكراهية والتطرف والعنصرية، على حب الحياة وحب الجمال وحب الحرية وحب الناس.

هم الأهل الذين يستطيعون، وبغض النظر عن المستويات الاقتصادية والاجتماعية ومعدلات الدخول، الانسحاب من كارثة اختزال حياة صغارهم والشباب والعطلات الصيفية فى ممارسة استهلاكية لا تتوقف ولا محتوى لها ــ الكثير مما يحدث على الشواطئ المصرية وفى مناطق تتفاوت بشدة معدلات دخول مرتاديها ليس به إلا الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك دون مدخلات أخرى.

هم الأهل الذين يستطيعون، وبغض النظر عن مستويات التعليم وتفاصيل الحياة المهنية وأماكن المعيشة، تمكين الصغار والشباب من الاقتراب من القضايا المجتمعية المهمة والتعرف على واقع قطاعات سكانية متنوعة والاهتمام بتجاوز المقولات العنصرية المستندة إلى فهم خاطئ للفوارق الاقتصادية والاجتماعية أو إلى خوف من الآخر الدينى أو المذهبى أو العرقى ــ وجميعها تنويعات حاضرة فى مصر بمسيحييها ومسلميها وبالمواطنين المنتمين للمذهب الشيعى والبهائيين وبسكان المدن والمناطق الريفية وأهل النوبة وأهل سيناء.

هم الأهل الذين يستطيعون، بالتعاون مع المدارس الحكومية والخاصة ومع منظمات المجتمع المدنى ومع السلطات الحكومية إن رغبت، التفكير فى برامج صيفية ذات طبيعة مصرية خالصة، وفى الإفادة من تجارب البلدان المتقدمة شمالا وغربا وكذلك شرقا وجنوبا، وفى تقريب صغارهم والشباب دون خوف من مهارات العصر الحديث ومن قضايانا المجتمعية الشائكة ومن العالم الذى نحن جزء منه دون ارتياب أو تورط فى عقد النقص ونظريات المؤامرة أو استسلام للشوفينية التى تمجد الذات وتكره الآخر، وفى تمكينهم من الانفتاح على الجديد قراءة ورياضة وترفيها وعلى حب الحياة واحترام الاختلاف وممارسة التسامح.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved