تحيا مصر كما كانت وكما هى وكما ستكون

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 5 أكتوبر 2017 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

•• السادس من أكتوبر 1973.. يوم انتصار للشعب المصرى. يوم انتصار للجيش. كانت حرب حياة أو موت جيل وأجيال.. وليست مجرد معركة فى حلقة معارك. ولكى ترى هذا اليوم جيدا عليك أن تعيش زمنه وظروفه حتى تدرك قيمة الانتصار الذى حققه المصريون.

اليوم أتقدم بالتحية لابن خالتى وابن عمى وأصدقائى الذين عاشوا فى الخنادق 6 سنوات. أتذكر عبدالعزيز ابن خالتى ضابط الاحتياط الذى كان يحكى لنا عن صوت انقضاض طائرات الفانتوم أثناء عملية بناء الجيش بعد حرب 67.. أتذكر أصدقاء استشهدوا فى عمر الشباب. أتذكر صديقى عبدالمنعم وصديقى مصطفى شلبى وكلاهما كان طيارا مقاتلا على الميج 21 واستشهدا فى حرب الاستنزاف وعمرهما لا يتجاوز 22 عاما.. أتذكر جيلى كله الذى عاش سنوات مقاتلا ومجاهدا ومتحملا ببطولة وصبر وكرامة فى انتظار يوم الثأر. لم نفقد ثقتنا أبدا فى أننا سوف ننتصر. اليوم أتساءل: كيف كانت لدينا تلك الثقة بعد هزيمة 67 القاسية؟

•• أعترف نحن جيل لم نتعلم السياسة ولم نمارسها مثل جيل مصطفى كامل وسعد زغلول وأحزاب الوفد والدستور والوطنى والأحرار الدستوريين. لكننا جيل احتسينا الوطنية والشعور الوطنى فى ظروف دولية وإقليمية تفور بثورات تحرر وطنية ضد الاستعمار القديم. وفى السياسة صراع ومصالح. وفى الوطنية لا صوت يعلو فوق صوت الوطن. لا يهم الآن كيف صبغت الظروف الإقليمية والمحلية جيلنا بالوطنية فى ذاك الوقت وهل كان ذلك اختيارا أم إملاء. فلكل جيل معاركه. جيل ثورة 19 كانت معركة الاستقلال. جيل ثورة يوليو كانت معركته إسرائيل. هذا الجيل يخوض حربا شرسة ضد الإرهاب وفى ظروف إقليمية ودولية شديدة التعقيد. ويخوض معركة بناء الدولة المصرية الحديثة بكل ما فى عمليات البناء من جدية ومشقة وصبر ودأب وزمن.

جيل الأبناء الآن معركته مختلفة. معركته هى التحليق فى سماء الحرية والمساواة.. معركته خطاب مختلف حديث فى كل مجال وفى كل موقع. هو جيل متصل بالعالم. يرى العالم. يعرف ما يجرى فى العالم. بينما كان جيلنا أسيرا فى معاركه. يخوضها بإيمان منقطع النظير. لا تحكموا أبدا على أجيال وأزمان سبقت بمعايير زمنكم وجيلكم.

•• تحية لأجيال الآباء الذين صبروا وتحملوا. تحية لجيل حرب أكتوبر العظيم الذى هزم الهزيمة. هزم اليأس. هزم الخوف.. جيل واجه الفرد فيه دبابة. وواجه الفرد فيه طائرة. بما تحمله الدبابة من أوزان وسلاح وبما تحمله الطائرة من تسليح وصواريخ.. جيل شجاع يجب أن تفخر به كل الأجيال. جيل حمل روحه فوق كتفه وهو يدافع عن أرضه وبلده وشعبه وأهله.. خاض الحرب وهو يدرك أن اختياره الوحيد هو النصر. تحية لجيشنا الوطنى المسلح بعقيدة وطنية عمرها مئات السنين. تحية لكل جندى وضابط وقائد حارب وقاتل وانتصر فى أكتوبر 73.. مصر فخورة بكم. مصر يجب أن تحتفى وتحتفل بكم كل عام ولألف عام.
•• تحيا مصر كما كانت وكما هى وكما ستكون.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved