الفريق أول مرتجى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 6 نوفمبر 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

إنا لله وإنا إليه راجعون. فقدت اليوم والدى ومثلى الأعلى الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجى.. أسأل الله له الرحمة وأن يدخله فسيح جناته ونسألكم الدعاء». هكذا نعى المهندس خالد مرتجى عضو مجلس إدارة الأهلى والده عبر تغريدة على تويتر. وقد كانت علاقة الابن بالأب عامرة بالحب والفخر.

وقد عرفت الفريق مرتجى منذ الستينيات باهتمامى بالشأن المصرى العام منذ سنوات الصغر. عرفته بالمتابعة والقراءة قائدا للقوات المصرية فى اليمن. وقائدا للجبهة فى حرب 67. وقد كان معروفا بعسكريته الصارمة، وجديته. وأشاد به الخبراء الأجانب فى تلك الحرب.. وله مذكرات عن تلك الحرب تشير إلى أن الجيش المصرى لم تتح له فرصة حقيقية للقتال. وتحدث عن قرار الانسحاب من سيناء. ومن كان وراء صدور هذا القرار..؟

•• وقد عرفت الفريق مرتجى فيما بعد أسريا.. وعرفته رئيسا للأهلى منذ عينه المشير عبدالحكيم عامر رئيسا للنادى فى عام 1965 من أجل إنقاذ الفريق الأول الذى كان يعانى فى تلك الفترة من سوء النتائج. وفى فترة رئاسته الثانية للنادى بدءا من عام 1972 بنى الفريق مرتجى «فرقة التلامذة» التى حققت انتصارات رائعة فى حقبة السبعينيات بعد الاستعانة بالمدرب المجرى ناندور هيديكوتى.

•• الفريق مرتجى كان قائدا عسكريا محترما، وكان شخصية محترمة. تراه كأنه يحمل كرامته فوق كتفيه. معتزا بنفسه بقدر اعتزازه برتبه العسكرية. وقد حاورته مرات. وعندما أعددت برنامج الأهلى فى مائة عام كان الفريق مرتجى كريما معى بالموافقة على تسجيل شهادته للتاريخ ومن أجل الأهلى وذلك على الرغم من ظروفه الصحية. وهو من وضع طوبة البناء الأولى لمقر النادى فى مدينة نصر. وقد كان يرى الأهلى، شأن المنتمين للنادى ويحفظون تاريخه، أنه مؤسسة رياضية واجتماعية وطنية تعد نموذجا للعمل العام فى مؤسسات الدولة وهو كان رجل دولة فى زمن الدولة.. رحم الله سيادة الفريق.. وخالص العزاء لأسرته ولأعضاء النادى.

••••

•• عندما اتصل بى شباب من المعادى عام 2003 للتعرف على مشروعهم ببناء ناد خاص فى منطقة الزهراء القريبة من محمية وادى دجلة لم أصدق أن الصحراء الجرداء التى أراها أمامى وتنتشر بها تلال الحجارة يمكن أن تتحول إلى ناد به ملاعب وأبنية ومروج خضراء خلال ستة أشهر. وقد حدث. وعندما حدث قلت لهم: لماذا تبنى الدولة الأندية فى عشرين عاما إذن؟

•• بعد سنوات قليلة بدأ فريق الكرة بوادى دجلة رحلة العذاب والإنهاك والسفر والترحال بدورى الدرجة الرابعة. ووصل الفريق للممتاز بعد سنوات من الكفاح. ثم ها هو يلعب نهائى كأس مصر أمام الزمالك يوم السبت المقبل.. ولاشك أن الحظ والتوفيق ساعد لاعبى وادى دجلة فى ركلات الجزاء الترجيحية أمام الإسماعيلى. إلا أن مجرد وصول هذا الفريق الشاب إلى نهائى كأس مصر يعد مفاجأة البطولة. ومن سوء حظهم أن المسابقة تمضى فى صمت وفى سرية وفى مناخ سياسى صاخب يطغى على صوت الرياضة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved