أهمية لقاءات الزعماء العرب مع ترامب

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الخميس 6 أبريل 2017 - 9:05 م بتوقيت القاهرة

مع لقاء الرئيس ترامب والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى منذ أيام قليلة فى واشنطن، بدأ موسم حج الزعماء العرب إلى البيت الأبيض. فبعد السيسى وصل ملك الأردن الملك عبدالله، وخلال هذا الشهر من المتوقع أن يزور واشنطن زعيم السلطة الفلسطينية أبومازن.
من الصعب التقليل من أهمية هذه الزيارات. قبل كل شيء، لقد امتنع السيسى عن زيارة البيت الأبيض فى أيام الرئيس أوباما، وللمزيد من الدقة كان أوباما هو الذى امتنع عن دعوته إلى لقائه. فلا غرابة والحال كذلك، أن تحتفل مصر وتفرح بالأمس بالزيارة التى وصفت فى القاهرة بالقول: «أشرقت شمس ترامب من جديد على علاقات مصر بالولايات المتحدة بعد سنوات طويلة من الظلام». لقد عادت واشنطن لتلعب دورا مركزيا وقياديا فى الشرق الأوسط، كما يليق بدولة عظمى لديها وجود عسكرى مهم فى المنطقة وتقدم مساعدات بمليارات الدولارات إلى عدد كبير من الدول العربية. وهى بذلك تدخل نظاما وانسجاما إلى خريطة الشرق الأوسط التى تسعى روسيا إلى بلورتها من جديد من خلال الاعتماد على إيران. وفى الواقع، لا تستطيع روسيا أن تنافس الولايات المتحدة على كسب ود الدول العربية، فهى لا تملك الموارد الاقتصادية الموجودة لدى واشنطن، وليست لديها قوة ولا حضورا عسكريا قريبا مما لدى الولايات المتحدة، وإضافة إلى ذلك تحمل موسكو على ظهرها العبء الإيرانى.
***
يلتقى الزعماء العرب بترامب بعد مرور أيام على انتهاء قمة الرؤساء العرب، وكان أكبر إنجاز لهذه القمة هو مجرد جوهر انعقادها، ومشاركة زعماء كبار من العالم العربى فيها بعد سنوات طويلة من الشلل والغياب من جراء نشوب «الربيع العربى» وانهيار عدد من الدول العربية.
لكن انعقاد القمة لا يدل بالضرورة على وحدة الصف، ولا على توافق حقيقى على معظم المشكلات المطروحة على النقاش. فالدول العربية مختلفة فى ما بينها بشأن المسائل السورية والعراقية واليمنية، وهى تجد أيضا صعوبة فى بلورة جبهة موحدة ضد إيران. ولهذا السبب فضل المشاركون فى القمة دفع ضريبة كلامية للموضوع الوحيد الذى يستطيعون الاتفاق بشأنه، وهو المشكلة الفلسطينية. لكن فيما تحدث ملك الأردن بصوت عال جدا عن أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية الوحيدة بالنسبة للعرب، اختار هذا الملك نفسه استضافة نقاشات القمة فى موقع سياحى معزول على شاطئ البحر الميت وليس فى العاصمة الأردنية عمان بسبب التهديد الإرهابى الإسلامى الداعشى. وكما هو معروف، فإن هذا التهديد هو التهديد المركزى الذى تواجهه حاليا المملكة فى الأردن، ولا علاقة له بمسألة النزاع الإسرائيلى ــ الفلسطينى.
عشية لقاء السيسى مع ترامب تحدثت تقارير صحفية بإسهاب عن قرار زعماء العرب العمل معا للضغط على الرئيس الأمريكى من أجل استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس مبادرة السلام العربية. لكن ثمة شك فى صحة هذه التقارير، والدليل على ذلك أن الناطقين الرسميين بلسان الحكومة فى القاهرة عادوا وأكدوا أن السيسى ذهب ليناقش مع ترامب مشكلات مصر، التى تتمحور كلها حول محاربة الإرهاب ومشكلات الاقتصاد المصرى. وفى المقابل، على الصعيد الإقليمى تشعر مصر بالقلق من محاولات إيران التسلل إلى العالم العربى وإقامة مواقع لها هناك.
فى مواجهة هذه التحديات تبرز أهمية إسرائيل كشريك استراتيجى موثوق به وذى وزن، وتتعاون معها مصر حاليا تعاونا وثيقا. إن مصر والأردن على حد سواء مهتمتان بأن تضمنا وتدفعا قدما وتعمقا تعاونهما الاستراتيجى مع إسرائيل. وللولايات المتحدة دور مهم فى ترسيخ التعاون الإقليمى كى يستطيع التحالف الاستراتيجى الذى يجرى حبكه فى التراكم فى المنطقة مواجهة التهديدات المشتركة التى تواجهها الدول العربية وإسرائيل. ويمكن لهذا التحالف المساعدة فى الدفع قدما بمحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين شرط ألا يتحول إلى رهينة النزق الفلسطينى، وبالتالى إلى صعود الحوار وهبوطه بين القدس ورام الله.

***
إن التضافر بين وجود رئيس جديد فى البيت الأبيض والوعى العربى للتحديات التى تواجهها دول عربية مثل مصر والأردن، هو ما يضمن بداية جديدة فى العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين على قاعدة تعاون معمق بين إسرائيل والعرب.

إيال زيسر

يسرائيل هيوم
باحث فى معهد دايان لشئون الشرق الأوسط وأفريقيا
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved