حكايات من المونديال ( 15 ) .. بطولة مارادونا.. وصحيفة إيطالية تكتب : منتخب المغرب يخترق حاجز الصوت

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 6 يونيو 2014 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

•• كأس 1986 نظمت فى المكسيك، وتوج منتخب الارجنتين باللقب. وكان دييجو أرماندو مارادونا هو بطل هذه الدورة، وهو صاحب أشهر هدف فى تاريخ المونديال وكان فى مرمى إنجلترا، حين راوغ نصف الفريق من منتصف الملعب ثم أودع الكرة مرمى شيلتون وقيل أيامها إن مارادونا راوغ 15 مليون دولار وهو مجموع أسعار اللاعبين الذين مر منهم وسجل مارادونا هدفا شهيرا ثانيا فى مرمى الإنجليز، وكان هذا الهدف بيده، وسببا فى شهرته، فى شهرة الهدف، وشهرة مارادونا أيضا.

•• هل كانت البطولة رقم 13 شؤما على المكسيك؟. ربما، ففى سبتمبر 1985 تعرضت البلاد لزلزال مدمر، راح ضحيته أكثر من عشرة آلاف شخص، ونحو ثلث منشآت ومبانى العاصمة مكسيكو سيتى، مما هدد إقامة البطولة فى موعدها وخرجت الأصوات تطالب بنقلها من المكسيك إلى أوروبا، إلا أن الاتحاد الدولى شكل لجنة برئاسة هافيلانج لتفقد آثار الزلزال، وكان من المدهش جدا أن الملاعب الـ 12 لم يتأثر منها أحد على الإطلاق، بما فيها استاد الأزتيك فى مكسيكو سيتى ذاتها.

•• ودارت عجلة كأس العالم بالقارات الخمس، الكل يستعد، والمكسيك تبنى، وتزيل آثار غضب الطبيعة، وشعبها يداوى أحزانه بفرحة استضافة البطولة الثالثة عشرة، وفى يوم 31 مايو 1986 شهد استاد الأزتيك افتتاحا حربيا، حيث التف الملعب بسوار عسكرى، مكونا من عشرات الدبابات، والمصفحات والآلاف من الجنود المدججين بالسلاح، ومعهم 112 ألف مشاهد،يتقدمهم الرئيس المكسيكى ميخيل دى لامدريد وضيوفه من كبار الشخصيات العالمية وكانت مباراة الافتتاح بين فريقى إيطاليا ــ بطل العالم ــ وبلغاريا، وانتهى اللقاء بالتعادل 1/1، وكان مستواه مخيبا للآمال، وعلق أنزو بيرزوت مدير الفريق الإيطالى على المباراة بقوله: اننى على ثقة من جودة أداء فريقى، وكنت أنتظر الهدف الثانى لأننا كنا الأفضل، لكن زميلى فوتسوف عرف كيف يكسب التعادل.

•• كان منتخب المغرب هو مفاجأة المجموعة السادسة، فقد تعادل مع بولندا ثالثة كأس العالم بإسبانيا صفر/صفر، وتعادل مع انجلترا صفر/صفر وهى بطلة العالم 1966، ثم هزم البرتغال 3/1 وهى التى هزمت انجلترا 1/صفر وتصدر المجموعة وصعد للدور الثانى وعرف العالم أسماء بودربالة وخيرى، وتيمومى والزاكى، والبياز، وقالت إحدى الصحف الإيطالية: انه أول فريق عربى يخترق حاجز الصوت وتقصد حاجز الدور الثانى فى كأس العالم.

وعرف العالم أيضا المدرب البرازيلى خوسيه فاريا أو المهدى فاريا بعدما أشهر إسلامه وتزوج مغربية، وكان سعيدا بما حققه فريقه، ويضحك ويدلى بالقفشات، وهو يدلى بالأحاديث والتصريحات الصحفية، وعندما سأله أحد الصحفيين بعد مباراة البرتغال: ماذا كانت توجيهاتك للاعبيك ؟

أجاب فاريا : لقد قلت لهم ببساطة أنهم سيفوزون بهدفين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة.

•• فازت الأرجنتين على انجلترا 2/1، وفى هذه المباراة خرج مارادونا من التاريخ ثم عاد إليه فى أقل من 4 دقائق فقد سجل هدفا بيده، واحتسبه الحكم التونسى على بن ناصر رغم اعتراض شيلتون كابتن انجلترا، وقيل أيامها كان الأفضل أن يعترف مارادونا بعدم صحة الهدف لو كانت عنده روح رياضية ــ هذا لو كانت ــ ولكنه قال وهو يمزح لتغليف الكذبة : لقد أحرزت الهدف برأس مارادونا وبيد الله. أى يقصد أنه بذل جهده، وعقله، وقفز ثم ساعده الله ليسجل فى مرمى انجلترا

•• وقد استحقت الأرجنتين ان تفوز بكأس العالم 1986، لأنها أحسن الفرق بالتأكيد، واستحق نجمها مارادونا جائزة أحسن لاعب، فهو الذى أخرج الانجليز من المكسيك، ثم هزم بلجيكا 2/صفر فى الدور قبل النهائى، إذ سجل الهدفين، ثم قاد مارادونا منتخب بلاده إلى البطولة الثانية فى تاريخ الكأس، بعدما فازت الأرجنتين على ألمانيا الغربية 3/1 فى المباراة النهائية.

•• وإذا كان هناك فريق واحد يستحق أن ينافس الأرجنتين على اللقب، فهو منتخب فرنسا، الذى قطع مشوارا طويلا، وصعبا، وظهر بمستوى ثابت فى كل مبارياته، ولعب بمزيج من الفن والقوة واللياقة، لكنه خسر أمام ألمانيا الغربية فى الدور قبل النهائى صفر/2 لتضيع أحلام بلاتينى وتيجانا وجنجينى، وتقنع فرنسا بالمركز الثالث بعد فوزها على بلجيكا 4/2 فى الوقت الإضافى.

وهذه هى كرة القدم، وهذا هو سر جاذبيتها، فاللعبة منذ نشأتها تحيا على المفاجآت.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved