البرازيل تهتف للشبح: إرحل؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 6 يوليه 2014 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

•• هذه حالة من الجنون والهيستيريا تعيشها البرازيل.. هكذا يصف الصورة التى تعيشها بلاد السامبا نيل أشتون المحرر الرياضى للديلى ميل من البرازيل: «قبل مباراة كولومبيا بساعات قليلة استيقظ اللاعبون على أصوات النشيد الوطنى يعزف فى الشوارع المحيطة بالفندق الذى يقيمون به فى فورتاليزا. والمدرب فيليب سيكولارى توجه إلى كنيسة صغيرة بجوار الفندق للصلاة وقبل التوجه إلى الملعب مباشرة. إن كرة القدم فى البرازيل عبارة عن مخدر. أكثر من 200 مليون شخص يتحدون حول 90 دقيقة.».. ويضيف أشتون: «تحدث الناس هنا عن فوز البرازيل بخمس بطولات لكأس العالم فيردون عليك: وماذا عن الـ14 بطولة الاخرى؟ هم يرون أن البرازيل يجب أن تفوز بكل كأس عالم تشارك بها..».

•• حالة من الجنون فعلا تعيشها البرازيل. تعيش مزيجا من الأمل والخوف. من الحلم واليأس. من الفرح المنتظر بالانتصار ومن الغضب المتوقع عند الانكسار. اللاعبون يعانون من ضغوط مذهلة تحدثنا عنها كثيرا هنا قبل انطلاق المونديال بأسابيع. قلنا مرارا إن شبح ماراكانا الساكن والمقيم هناك منذ عام 1950 لن يغادر إلا إذا فازت البرازيل بالكأس للمرة السادسة.. هم يعانون لأن البطولة على أرضهم. وهم يتحررون حين يلعبون خارج أرضهم..

•• نقل نجم البرازيل نيمار إلى المستشفى وهو يبكى ألما، وابتعاده لفترة 6 أسابيع، يعد أكبر خسارة منيت بها البرازيل فى هذا المونديال. فلاشك أن نيمار أحد أصحاب اللمسة الساحرة التى تصنع الحل كما لو أن هذا الحل قادم من السماء.. ولولا الهدف المبكر الذى سجله تياجو سيلفا لعانت البرازيل كثيرا أمام كولومبيا، فقد هدأت الأعصاب قليلا بهدف سيلفا، واسترجع الفريق البرازيلى بعض لمحاته الهجومية الجميلة. لكنه سيواجه فى الدور قبل النهائى خصما شديد المراس، لايستسلم بسهولة، إنه منتخب ألمانيا العامر بالنجوم، المتسلح بالكرة الجماعية، الذى خرج من مباراة الجزائر وقد تعلم الكثير من الدرس، ففى مباراة فرنسا شكل خط الوسط الألمانى أول حائط دفاع ونجح فى فرض سيطرته على المنطقة مما أرهق المنتخب الفرنسى وحرم هجومه من الإمداد والتموين..

•• كانت مباراة البرازيل وكولومبيا سريعة وصاخبة، والهدفان أحرزهما اثنان من المدافعين. تياجو سيلفا ودافيد لويز. والأول لن يشارك فى مباراة الدور قبل النهائى أمام ألمانيا لحصوله على الإنذار الثانى.. وكانت مباراة ألمانيا وفرنسا ساخنة من جانب واحد وهو الفرنسى ولاسيما بعد هدف الدقيقة 12 الذى سجله هوملس. تحكم الألمان فى ريتم المباراة. نظموا الوسط والدفاع. قللوا من المساحة التى يغطيها نوير كليبرو وقد كانت بحرا أمام الجزائر. قيدوا حركة بنزيمة. لم يلعبوا كرة جميلة وسريعة ولكنهم لعبوا كرة منظمة محكمة. كانت لألمانيا فرصتا تهديف. وكانت لفرنسا خمس. سجل الألمان من أول فرصة.

لم يسجل الفريق الفرنسى من اى فرصة. ألمانيا الفريق الوحيد الذى لم يخسر مباراة واحدة من 16 مباراة متتالية. ألمانيا وصلت لدور الأربعة 10 مرات خلال 13 بطولة.. ألمانيا على الرغم من ذلك كله قد لاتفوز بالكأس لأنها ستواجه البرازيل وجمهور البرازيل وفيفا البرازيل.. البرازيل كلها تقول للشبح إرحل؟!

•••

•• تصحيح بسيط: معلق الجزيرة الذى قال سيزار لويس مينوتى الله يرحمه وهو يعلق على مباراة الأرجنتين وسويسرا. أوضح له أن سيزار لويس مينوتى الله يرحمه لم يمت بعد ويكتب مقالات يومية لعدة صحف ومجلات ومواقع عن هذا المونديال..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved