المنتخب فوز مهم ومراكز ناقصة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 6 سبتمبر 2017 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

**قبل الكلام عن المباراة كم كان الجمهور عظيما. شباب زى الورد وأسر توجهت للتشجيع بمشاعر وطنية ورياضية.. والبطل الأول والدائم هو الناس..
والآن أبدأ بتقرير حقيقة وهى أن الفرص التى لاحت للمنتخب وخصوصا لعبدالله السعيد ثم صلاح ثم رمضان صبحى ثم تريزيجيه لو أسفرت عن أهداف لفاز الفريق بأربعة أهداف. ولأصبح كوبر عبقريا لأنه غير طريقته حتى لو لم يغيرها.. لكن إهدار الفرص فى مباريات حاسمة، ومتابعة المباراة على أعصاب مشتعلة خوفا وقلقا، والتحول إلى الدعاء واستخدام تعبيرات وكلمات من نوع: «يا ساتر.. حاسب.. الحق» يجعلنى أؤكد أننى شاهدت تلك المباراة 50 مرة من قبل! 

** حقق المنتخب فوزا مهما للغاية.. لكن حتى نرى الصورة أوضح علينا أن نرى منتخب أوغندا، وكيف لعب.. وكيف دافع.. وكيف ولماذا عجز هجوميا؟ فهذا الفريق الإفريقى قدم أداء دفاعيا متميزا، أجهد لاعبينا. فكان يضغط فى أرجاء الملعب بخمسة لاعبين على اللاعب المصرى الذى يتسلم الكرة. وفعل الأوغنديون ذلك بتنظيم مميز للغاية، وساعدتهم لياقتهم البدنية وقوتهم الجسمانية وسرعاتهم. ومن حسن الحظ أن هذا الفريق ضعيف هجوميا لنقص المهارات الفردية لدى لاعبيه.. بالإضافة إلى عجزهم تكتيكيا على تطوير الأداء من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم.. مع إضافة أداء دفاعى صلب لخط الظهر المصرى.. 

** هذا عن أوغندا.. ولمواجهة منتخبات بتلك المواصفات لابد من الخفة والرشاقة واللياقة التى تسمح بالتحرك المستمر لخلق مساحات. فالالتحامات والكرات المشتركة تذهب للخصم لقوته. والضغط الدفاعى الذى يمارسه يواجه باللعب المباشر. واللعب المباشر يكون مستحيلا دون تحركات مستمرة.. وهذا كله لم يحدث. بجانب أن الأداء الهجومى للمنتخب بلاخيال وبلا ابتكار فردى أو جماعى.. وبعض الأسماء تحتاج إلى فرص حقيقية مثل صالح جمعة. فما قيمة الدفع به فى آخر 4 دقائق؟ وبعض المراكز تحتاج إلى دعم، مثل لاعب وسط ينقل الكرة إلى ملعب المنافس، ويرى الملعب جيدا، ويساهم فى ضبط الإيقاع وتنويعه وله شخصية قيادية.. فلا يكفى منتخب مصر لاعبا مدافعا قويا مثل طارق حامد، ولا يكفى أن تكون مهمة الننى تسليم الكرة وتسلمها.. (شوفوا إيسكو مثلا وما يفعله ).. !

** دون شك لعب عبدالله السعيد دورا أفضل مما لعبه فى مباراة كمبالا. وهدف صلاح نصفه للسعيد، ونصفه الثانى لصلاح على موقعه حين تسلم الكرة وليس على تسديده للكرة.. كما يحسب للسعيد أنه كان رأس الحربة الأخطر للمنتخب باقتحاماته التكتيكية المميزة أما صاحب مركز رأس الحربة الأصلى عمرو جمال فيحسب له تحركه لإخلاء مساحة للسعيد، وقد بذل ما يستطيعه من مناوشات، ومحاولات. لكن كرة القدم فى هذا المستوى من المنافسات تحتاج إلى أكثر من ذلك.. فهو يفتقد القوة وسرعة المسافات القصيرة التى تسمح له بدفع مدافعه خلف ظهره. أما مقارنة أداء صلاح فى ليفربول بأدائه مع المنتخب فهى منتهى الظلم لصلاح.. لأن المقارنة تعنى فريق بفريق..! 

** كان فتحى أفضل هجوميا من عبدالشافى.. وله تمريرات كادت تصنع هدفا على الأقل. لكن ضعف المساندة لفتحى ولصلاح من جانب الوسط سلب قوة هجومية من الجبهة اليمنى. والأمر نفسه فى الجبهة اليسرى التى كانت أضعف لضعف القوة البدنية لعبدالشافى.. 

**نحن أمام مشكلة فريق تحكمه فلسفة مدربه. ومشكلة بعض المراكز فى الفريق.. والفوز على أوغندا على أهميته لا يعنى أننا وصلنا إلى روسيا بعد ففى الطريق مباريات وحسابات أخرى.. فدعونا لا نحتفل قبل أن تبدأ الحفلة..

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved