أكتوبر 73.. الحرب حرب

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 6 أكتوبر 2011 - 9:10 ص بتوقيت القاهرة

●● لا توجد حرب جميلة، ولا يوجد سلام سيئ، لكن فى الحروب قصص بطولات وتضحيات فيها الكثير من الجمال والقيم والمعانى، لا حصر لها، وحرب أكتوبر 73 واحدة من تلك الحروب التى شهدت قصص بطولات رائعة، ويكفى أن هؤلاء الرجال أمسكوا بالسلاح وخاضوا المعارك وهم يدركون أن النتيجة هى النصر أو الشهادة. تخيل أن يضحى إنسان بحياته من أجلك.. فكر كيف تقابل ذلك وبأى قدر من الحب والاحترام والتقدير يجب أن تقابله؟

 

●● بالنسبة لأجيالنا فإننا نتعامل مع تلك الحرب بانفعال يحمل ذكريات اليوم والساعة التى عبرت فيه قواتنا المسلحة قناة السويس.. إنه نفس الانفعال كلما حلت ذكرى هذا اليوم.. ونحن أيضا نفس هذا الجيل الذى خرج فى مظاهرات من الجامعة يطالب بالحرب، ويرفض حالة اللاسلم واللاحرب.. ولم يسكت جيلنا إلا مع دوى المدافع وهدير الطائرات وصيحة «الله أكبر»  التى ظللت جيوشنا وهى تعبر القناة.. نسترجع الصور والمشاهد كلما جاء يوم 6 أكتوبر من كل عام.. نسترجع الأناشيد الوطنية التى سادت وأطربتنا، ونسترد أجمل اللحظات.

 

●● فى حرب أكتوبر ردت كرامة أجيال ..لقد كانت تلك الحرب وراء تحرير العقل والنفس من آثار هزيمة 67 الصادمة المذهلة التى هزتنا جميعا، وأيامها تجلت قوة الشعب وصلابته حين خرج مطالبا جمال عبدالناصر بالاستمرار وانتشال البلد من مأساتها. لم يكن خروج ملايين المصريين تأييدا فقط للرئيس الزعيم ولكن رفضا للاستسلام.. والذين عاشوا تلك الفترة يدركون حجم التضحيات التى قدمها المصريون من أجل وطنهم.. فهى تضحيات هائلة على كل المستويات.. مستوى الحياة اليومية وضروراتها، ومستوى الحياة السياسية ومطالبها.

 

●● قصة كل عام كلما حلت ذكرى 6 أكتوبر، هى المطالبة بعمل فنى يسجل هذه الحرب وبطولاتها، من أجل الشباب والأجيال.. إلا أن هذا العمل لم يخرج إلى النور بعد، فالحرب أكبر من أن تبقى فى أذهان من خاضوها، والحرب أعمق من أن تختصر فى مشاهد بجوار قصة حب بين البطل والبطلة، والحرب أهم من أن تسجل فى عمل تحتشد فيه الرمزية.. الحرب حرب بما فيها من دماء ومعارك وتضحيات.. الحرب حرب بما فيها من تحريك قوات وجيوش ودبابات وفرق ومدرعات.. الحرب حرب بما فيها من لحظات اتخاذ قرارات صعبة وحاسمة تتعلق بها أرواح الرجال.. الحرب حرب بما فيها من آلام وآمال.. هل هناك عمل سجل الحرب ومشاهدها وصورها كاملة كما كانت فعلا؟

 

●● سوف تمضى السنوات، وسوف يتعامل الجيل الحالى مع ذكريات ثورة 25 يناير التى عاشها وخاضها بنفس القدر من الانفعال.. على الرغم من أن الكثير من الآلام والمشاهد المحزنة ستبقى مشاهد عامرة بالوطنية محفورة فى الذاكرة وستظل رائحة الحرية فى الأذهان.. الحرية الحقيقية التى تحفظ كرامة كل إنسان.. وكل نهضة شعب فى كتب التاريخ بدأت بحريته أولا.   

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved