مَنْ يطفئ النار؟!

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الخميس 7 يناير 2016 - 8:30 ص بتوقيت القاهرة

أعدمت السعودية العالم السعودى الشيعى نمر النمر.. لا يمكن النظر للموضوع على أنه حدثٌ داخلى يخص حدود المملكة وتتم معالجته بالبحث عن أسباب الحكم بالإعدام، فهو يأتى فى ظل توترات حادة فى الأمة ونشوء روح العصبيات والاصطفافات والحروب باسم الطائفية فى أكثر من مكان.. لهذا فإن الموضوع فى غاية الحساسية، الأمر الذى حرّك الرأى العام العربى والإسلامى والدولى وأثار كثيرا من أعمال الاحتجاج فى أكثر من مكان.

غيرُ المسئولين عن حاضر أمتهم ومستقبلها فقط هم المهووسون بجنون الجاهلية المقيتة، مشحونون بنار الحقد، يريدونها حريقا لا يُبقى ولا يذر.. ومنذ البداية يجب التذكير بأن نمر النمر لم يلق حكم الإعدام لكونه عالما شيعيا، إنما لمواقفه من طبيعة النظام السعودى، ولهذا يجب الانتباه إلى أن الأمر ليس موجّها إلى طائفة بعينها.. ولهذا ينبغى ألا تتميز طائفة بالدفاع عنه.. وهذا ما وجدناه فى أصوات حرة عديدة فى أكثر من بلد وقارة.. ولو طالب بموقفه هذا أى عالم سعودى آخر، سنيا أو زيديا أو جعفريا أو خارجيا.. فإن مصيره سيكون نفسه؛ فالنظام يتعامل فى موضوع الحكم بمعيار واحد؛ فمن يهدد نظرية الحكم بغض النظر عن طائفته وجِهته وقوميته ومن يتصدى لسياسة المملكة، فإنه يعتبر خارجا على طاعة ولى الأمر.

هذا صحيح، ولكن هذا التصرف يأتى الآن فى ظل شحن طائفى قاتل ونيران تلتهم الأخضر واليابس فى العراق وسوريا واليمن.. يأتى هذا التصرف فيما يكمل الشهر العاشر من الحرب أيامه على أطول عملية قصف يتعرض لها بلدٌ عربى.

هناك محاولاتٌ دءوبة لشق صف الأمة ولإبعادها عن قضاياها الحقيقية والجوهرية.. هناك جهودٌ جبارة إعلامية وأمنية وسياسية لصرف طلائع الأمة عن الانشغال بحل لأزمة البطالة والتخلف الحضارى وسوء الإدارة والعجز فى كل المجالات، ولتكسير بوصلة الأمة بإقصائها عن فلسطين.. فى هذه اللحظات الحرجة يجب أن يعلو صوت الأحرار الشرفاء الغيارى على أمتهم ومستقبلها.. يجب تدارك الموقف لأن الفتنة العمياء ستطحن الحق، ولن يبقى إلا صوت البارود والقتل والخراب، وحينئذ لا رابح.. فمن يطفئ النار؟ تولانا الله برحمته.

الشروق ــ الجزائر
صالح عوض

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved