كومهور باشكانهيجى سبور.. !

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 7 فبراير 2019 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

** هذا اسم فريق كرة القدم الذى أسسه موظفو الرئاسة فى تركيا، ويعنى اسمه باللغة التركية «رئاسة الرياضة».. وتبدو لى الترجمة إقرار لواقع قبل أن يقع.. وسوف يشارك الفريق الجديد فى دورى الهواة فى أنقرة بدءا من شهر مارس القادم، وطبعا سوف يتصدر دورى المحترفين التركى قريبا ثم يفوز باللقب، فالفريق يحمل شعار مكتب رئيس الجمهورية حسب وكالة الأنباء الألمانية، وقال عدنان عرسان، نائب مدير اتحاد الكرة التركى المسئول عن أندية الهواة، أن الاتحاد انتهى من إجراءات ترخيص الفريق، الذى تم تأسيسه حديثا.
** هل هى السياسة مرة أخرى التى تمتطى كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى فى العالم؟!
** نعم هى السياسة التى تفعل ذلك حبا، أو تقربا للشعوب. فمع تعاظم أهمية كرة القدم ودورها وتأثيرها وسحرها على الجماهير باتت ورقة من أوراق رجال السياسة التى يلعبون بها للوصول إلى الحكم أو تعزيزه أو باعتبارها وسيلة من الوسائل التى تقرب خطوط الاتصال مع الشعوب.
ومنذ سنوات قال الكاتب البريطانى سيمون كوبر فى نيويورك تايمز: «كرة القدم ظاهرة.. لها مدلولها السياسى وهى رمز للفوضى وتؤدى إلى إسقاط سياسيين وانتخاب رؤساء وتحدد الطريقة التى يفكر بها الناس تجاه بلادهم».
** وأعود إلى كومهور باشكانهيجى سبور، فقد قالت صحيفة حريت اليومية التركية إن الفريق الجديد تأسس بناء على تعليمات من أردوغان الذى كان لاعبا شبه محترف سابق لكرة القدم، وهو مثل كثير من السياسيين يستخدم كرة القدم فى سعيه لإظهار أنه رجل من العامة فى بلد يعشق الملايين فيها اللعبة. ومعروف عن الرئيس التركى مؤازرته لفريق إسطنبول باشاك شهير، الذى يتصدر ترتيب الدورى التركى حاليا بفارق ثمانى نقاط أمام أقرب ملاحقيه جالطة سراى وقال أردوغان لمحطة (تى آر تى) التركية التليفزيونية فى الثالث من فبراير الحالى «إننى فخور بفريق باشاك شهير لأننى قمت بتأسيسه خلال فترة رئاستى لبلدية إسطنبول».
** من أشهر رجال السياسة الذين عشقوا كرة القدم فى العصر الحديث سيلفيو بيرلسكونى رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، والذى اشترى نادى إيه سى ميلان عام 1986 والذى أسس حزبه السياسى «فورزا إيطاليا» وهو شعار كروى يعنى إلى الأمام يا إيطاليا، وأطلق على مرشحى الحزب اسم الزرق، وهو نفس ما يطلق على لاعبى المنتخب الإيطالى.. وفى النمسا قرر اليمينى يورج هايدر تحسين صورته برئاسة نادى كارنتين. وفى البرازيل يرتدى السياسيون فانلات فرقهم فى حملاتهم الانتخابية فكرة القدم هى التى جعلت للبرازيل اسما عالميا مدويا.
** وكثيرون من أهل السياسة لا يدركون ما هى كرة القدم، وأولهم الزعيم الألمانى النازى هتلر ففى عام 1941 خسرت ألمانيا أمام سويسرا 1\2 فى مباراة لكرة القدم أقيمت بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد الزعيم فأمر هتلر جوبلز وزير إعلامه بعدم إقامة مباريات رياضية عندما تكون النتيجة مشكوك فيها وكان ذلك هو المستحيل بعينه فمن أسباب سحر كرة القدم هو الشك فى نتائجها وعدم توقعها أو ضمانها.. لكنه هتلر الذى كان نازيا وديكتاتورا على أى حال!
** وخلال الأزمة الاقتصادية الأرجنتينية التى شهدت ثورة الطبقة المتوسطة وانهيار العملة اندلعت المظاهرات وخلالها ارتدى المتظاهرون فانلات المنتخب الأرجنتينى التى كتبوا عليها «باستا» أى يكفى. وكان العديد من أفراد أسرة الرئيس الرومانى الأسبق نيكولاى تشاوشيسكو يتبنون أندية. أما لافرينتى بيريا رئيس الشرطة السرية فى عهد ستالين الرئيس الشرفى لفريق دينامو موسكو فكان يرسل أفضل لاعبى الفرق المنافسة إلى سيبريا كى يضمن فوز فريقه أو ربما عقابا على تسجيل هدف فى فريقه..!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved