لماذا كل هذه الفوبيا من المرأة السعودية؟

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الإثنين 7 مارس 2016 - 10:15 م بتوقيت القاهرة

فى الثامن من مارس من كل عام والذى يُصادف يوم بعد غد، يحتفل كل العالم بيوم المرأة العالمى وهو عُرف سنوى يُقام منذ أكثر من سبعة عقود وتحديدا فى العام ١٩٤٥ حينما عُقد فى باريس أول مؤتمر للاتحاد النسائى العالمى للنظر فى المعوقات والتحديات التى تواجه المرأة فى كل العالم، لاسيما العالم الثالث الذى يرزح تحت خطوط الفقر والجهل والمرض والبطالة والأمية والديكتاتورية.

وهناك من يؤكد بأن اليوم العالمى للمرأة كان قبل ذلك بكثير، وذلك إثر الإضرابات النسائية التى حدثت فى أمريكا فى عام ١٨٥٦، حيث خرج آلاف النساء للاحتجاج فى شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التى كن يجبرن على العمل تحتها. وفى ٨ مارس ١٩٠٨، تظاهرت الآلاف من عاملات النسيج وهن يحملن قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة رمزية تختزل حركتهن الاحتجاجية التى عُرفت بـ «خبز وورود»، وطالبت المحتجات بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الترشيح فى الانتخابات. ومنذ ذلك التاريخ، بدأ الاحتفال بهذا اليوم فى أمريكا وأغلب دول العالم تخليدا لتلك الاحتجاجات الشجاعة.

ولم توافق منظمة الأمم المتحدة على تبنى هذا اليوم العالمى للمرأة إلا فى عام ١٩٧٧، حيث أصدرت قرارا يدعو كل دول العالم إلى اعتماد الثامن من مارس ذكرى سنوية، للاحتفال بهذه المناسبة المهمة، فتحول هذا اليوم إلى رمز لنضال المرأة.

لقد استطاعت المرأة وبعد كل تلك القرون الطويلة من المعاناة والظلم والتهميش أن تُثبت أحقيتها كإنسان كامل الأهلية والرشد، وأنها لا تقل عن الرجل فى شىء، بل هما شريكان حقيقيان ومتساويان، يعملان معا من أجل تنمية ونهضة البشرية.

ولكن، ماذا عن المرأة السعودية فى يومها العالمى؟ سؤال ملتبس لا أبحث له عن إجابة مباشرة، لأنها كما يبدو جاهزة ونمطية ومعروفة، أشبعت كتابة وبحثا وتعريضا، ولكننى على ثقة تامة بأن هذا اليوم العالمى للمرأة السعودية سيمر دون أن يلتفت إليه أحد!

للأسف الشديد، تقع المرأة السعودية ضحية لصراعات أيديولوجية وفكرية وثقافية مفتعلة لا أساس لها، ولكن ملف المرأة كما يبدو أكثر غواية وجاذبية وحساسية يوظفه بذكاء بل بخبث الكثير من المنتفعين من كل الأطراف والمستويات والتوجهات من أجل تحقيق الكثير من الأهداف والمصالح والغايات التى لا تتقاطع لا من قريب أو من بعيد مع طموحات وتطلعات واستحقاقات المرأة السعودية.

نعم، المرأة السعودية نالت الكثير من المكتسبات وتبوَأت العديد من المناصب وتُشارك فى صناعة القرار الوطنى وتحظى باهتمام الدولة، ولكنها رغم كل ذلك مازالت حبيسة دائرة الشك والريبة والتوجس من قبل شريحة عريضة من المجتمع!

الفوبيا من المرأة السعودية التى مازالت تُعشعش فى فكر ومزاج الكثير من مكونات وتعبيرات المجتمع السعودى، مرض بطعم الوهم آن له أن يُعالج بشكل سريع وفعال ونهائى، لكى تستطيع المرأة السعودية التى أذهلت العالم بنبوغها وتميزها وشخصيتها والتزامها ممارسة حقها الكامل فى تنمية ونهضة وطنها.
 
فاضل العمانى
 
الرياض ــ السعودية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved