الهجرة إلى الرياضة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 7 مايو 2012 - 8:55 ص بتوقيت القاهرة

●● الهجرة بالجسد والنفس واردة بالعين والعقل، وأعتقد أن كثيرا من عشاق الرياضة هاجروا منذ زمن إلى العالم الآخر الرحب الممتع والنظيف، وقد زاد عدد المهاجرين، بعد وقف نشاط كرة القدم وربما يشتاق هؤلاء إلى الكرة المحلية بما فيها من فوضى وكنافة، وإثارة وتعصب، وتصريحات ساخنة وتافهة، ومؤتمرات صحفية صاخبة يتخانق فيها السائل مع المسئول.. بالإضافة إلى قصص تعاقدات اللاعبين ومن لعب ولم يقبض، ومن لم يلعب ويريد أن يقبض، ومن يتاجر بالأهلى، ومن يتاجر بالزمالك.. بجد هناك شوق لهذا « المخلل وللتخليل» أيضا؟

 

●● عفوا خرجت عن الموضوع، وهو الهجرة إلى الرياضة.. فقد استحق ريال مدريد الفوز ببطولة الدورى الإسبانى، واستحق تهنئة منافسيه قبل محبيه، فهم هناك يحتفلون بالنجاح، سواء كان لهم أو منهم،  وبهذا الإنجاز يكون  مورينيو حقق لقب الدورى فى اربع دول مختلفة بعد بورتو (2003 و2004) وتشيلسى الانجليزى (2005 و2006)، وانتر ميلان الايطالى (2009 و2010) ليصبح ثالث مدرب يحقق ذلك بعد النمسوى ارنست هابل والايطالى جوفانى تراباتونى.

 

 ●● ايضا يستحق ميسى الإعجاب المتكرر لأنه كسر كل الأرقام القياسية، فسجل 50 هدفا فى الدورى، و72 هدفا فى الموسم، وتفوق على الألمانى جيرد موللر الذى كان سجل 67 هدفا مع بايرن ميونيخ فى موسم 72 / 1973.. والمدهش أن ميسى سجل تلك الأرقام دون أن يفوز برشلونة بلقب الدورى.. وفى إطار احتفال العالم الأخر بكل رقم جديد، قاد المدرب الفرنسى أرسين فينجر فريق أرسنال فى المباراة رقم 900 منذ توليه المهمة عام 1996.. ترى هل نعرف مثلا كم مباراة قاد فيها مانويل جوزيه الأهلى.. وهل يستحق الأمر حفلة أو كلمة؟

 

وإذا كنتم تريدون مزيدا من الرياضة، هاهو العداء الجاميكى بولت يسجل أفضل رقم فى سباق المائة متر عدوا هذا العام  قدره 82.9 ث وذلك فى لقاء جامايكا الدولى لالعاب القوى في كينجستون، ويذكر أن بولت هو صاحب الرقم العالمى فى هذا السباق بزمن قدره 9.58 ثانية عام 2009 فى برلين.. (أخشى أن هذا بالنسبة للكثيرين لا يعتبر رياضة؟)

 

 ●● إذن هذه بعض الرياضة التى يتابعها البعض بشغف.

 

قرأت منذ أيام خبرا يقول: زملكاوى يقدم الطعام لبعثة الأهلى «والخبر كان يتحدث عن المواطن المصرى أحمد الجمل، الذى طلب منه القائم بأعمال السفير فى باماكو معونات غذائية لبعثة الأهلى فى الفندق بعد نفاذ كميات الطعام التى حملها اللاعبون وأعضاء الجهاز».

 

هذه لغة قديمة لا يجوز أن تستعمل أبدا.. كأن الذى ينتمى للزمالك أو للأهلى لا ينتمى إلى وطن واحد وشعب واحد.. ما هى العجيبة التى تستحق أن نحتفى بزملكاوى ساعد أهلاوى.. يعنى هى قصة باكستانى وهندى؟

 

 ●● على أى حال الخبر ذاته ذكرنى بنوعية من الأخبار المضحكة المعروفة إعلاميا بـ«الوحدة الوطنية»، مثل: «مسلم ينقذ مسيحيا سقط فى الترعة.. أو مسيحى ومسلم يفقدان حياتهما فى بلاعة أثناء محاولة كل منهما إنقاذ الآخر من الغرق»

 

لا أفهم كيف تنفرد مصر بتعدد حوادث غرق البشر فى بلاعات الشوارع؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved