الخاسر الأول هو الحكم

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 7 أغسطس 2017 - 10:05 م بتوقيت القاهرة

** خسر الفيصلى فرصة الفوز بلقبه العربى الأول.. خسر 2.5 مليون دولار. خسر إنجازاته فى البطولة العربية. خسر عروضه. خسر كفاحه ونضاله أمام الترجى والعودة إلى المباراة. خسر مباراة نهائية كان طرفا فيها وظلت ناجحة ومثيرة وقوية حتى خسر أمام الترجى بالهدف الثالث. خسر الفيصلى أيضا تعاطف من تعاطف معه.. خسر كل شىء بالاعتداء على الحكم بعد الهدف وبعد المباراة. خسر بسبب سلوك لاعبيه البطولة العربية التى خسرت فنيا وجماهيريا بخروج الأهلى والزمالك ثم النصر والهلال والمريخ والوحدة.. لكن الخاسر الأول هو الحكم إبراهيم نور الدين.. خسر بصمته وبسكوته على الاعتداء. كيف سكت وقبل..؟ أين البطاقات الحمراء والصفراء؟ لماذا لم يوقف اللقاء ولم يتخذ قرارات عقابية عنيفة يرد بها على ما تعرض له من تجاوزات؟ كيف يسكت على هذا الشخص الذى وجه إليه ضربة رأس مسروقة من أفلام فريد شوقى حين كان يشاهدها هذا الشخص فى طفولته وخرج منها وقد تعلم ما يسمى «بالروسية»..؟!
** هنا أشدت بأداء الفيصلى مرتين. الإشادة كانت للأسلوب الذى اختاره مدربه للفريق فى مواجهة الأهلى وهجومه الكاسح. لم يلعب مباراة مفتوحة ولم يفتح صدره. ولكنه لعب بالطريقة الصحيحة التى تضمن له المقاومة والبقاء. وحتى فى المباراة النهائية أشدت بطرفيها، وأعجبنى نضال الفريقين الترجى والفيصلى. وسجلت هذا الإعجاب حتى أصاب الملعب ما أصابه من هياج، وغوغائية، وفتونة، وبلطجة، بعدما سجل شمس الدين الذوادى الهدف الثالث للترجى بتمريرة من فرانك كوم المتسلل.. 
** نعم الهدف من تسلل. الحكم ومساعده وقعا فى الخطأ باحتساب الهدف.. وهو خطأ كبير فى مباراة نهائية. لكن مثل تلك الأخطاء وقعت فى بطولات كأس العالم والأمم الأوروبية. وخسرت بسببها منتخبات وفرق ألقابا وأموالا وجوائز وتقديرات أدبية عظيمة. ومع ذلك لم يحدث مثل تلك التجاوزات من جانب لاعبى الفيصلى. ومن شخص ينتمى للفريق لا أعرف من هو ولا يعنينى أن أعرف.. ومن أسف أن إبراهيم نور الدين رد بابتسامة أراد أن يصدر بها للجمهور ثقته فى نفسه، فبدت مثل تصدير تفاحة بداخلها مرض..!
** شعرت بالغضب لسلوك لاعبى الفيصلى وجمهورهم. وشعرت بالغضب لصمت الحكم على هذا السلوك. وأتمنى أن يسرع الاتحاد العربى باتخاذ قرارات رادعة وحاسمة إزاء تلك التجاوزات.. التى أفسدت أهداف البطولة، وبهجتها، ومباراتها النهائية، والإثارة التى تخللت المباراة. وقيمة فوز الترجى باللقب وقيمة نضال الفريقين وكفاح اللاعبين حتى الدقيقة 101. وقيمة فوزه بأكبر جائزة مالية عربية على الإطلاق.. حتى أن كثيرين من متابعى البطولة بدأوا الآن بعد نهايتها المخجلة يناقشون جدواها، وهل تستمر وهل تقام البطولة القادمة فى المغرب أم تؤجل..؟
** خسارة كبيرة أن تنتهى حفلة الأخوة والأشقاء.. بتجاوز أسود فى حق حكم سكت على هذا التجاوز وقابله بابتسامة !

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved