هل استيقظ الأهلى فجأة؟!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 8 أغسطس 2018 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

** فوز الأهلى على المصرى وقبله فوز الزمالك على الاتحاد فى الأسبوع الثانى وبأداء جيد، يشير إلى سقوط واحد من الكلاشيهات التاريخية فى الكرة المصرية، وهو مايسمى بـ«بداية الموسم»، وعدم اكتمال اللياقة، وغياب الانسجام بين اللاعبين. وتلك واحدة من الجمل المعلبة الجاهزة لتمرير سوء المستوى حين يكون سيئا فى بداية الموسم أو نهاية الموسم، حيث يرفع شعار الإجهاد. وربما يكون فى تلك الجمل بعض الحقيقة لكنها كانت حقيقة مؤكدة فى سنوات مضت قبل أن يرتفع مستوى العلوم الرياضية، وقبل اكتشاف الاستشفاء.. وقبل أن يكون التدريب فى فترات الإعداد مرتين يوميا وليس مرتين فى الأسبوع!

** فى بداية موسم آخر وهو الموسم الإنجليزى توج مانشستر سيتى بالدرع الخيرية على حساب تشيلسى، فى درجة حرارة مرتفعة، وبعد أقل من ثلاثة أسابيع من انتهاء كأس العالم بما فيه من مباريات صعبة، ومعارك ذهنية وفنية عنيفة، ومع ذلك لعب مانشستر سيتى بقوة، وسيطر وتفوق، ومارس هوايته فى الاستحواذ. فالموضوع ليس فى فوز السيتى بالدرع ولكن فى قوة الأداء على الرغم من أنها بداية الموسم.. أليس كذلك؟

** الآن هناك تدريب واستعداد وإعداد ولاعبون يلعبون معا لأسابيع ويصنعون الانسجام فيما بينهم.. ويحدث هذا فى إنجلترا وفى إسبانيا وفى إيطاليا وفى ألمانيا فلماذا ننفرد فى كرتنا بما يسمى بداية الموسم وغياب الانسجام.. وإذا كان ذلك صحيحا، فمن الأفضل أن نراجع وسائل وطرق وخطط التدريب فى فترات الإعداد، وإلا لماذا استيقظ الأهلى والزمالك فجأة فى ثانى مباراة لكل منهما بعد مباراة متعثرة فى الأسبوع الأول.. هل ولد الانسجام فى 72 ساعة فقط؟!

** أدرك أن المباريات الرسمية تختلف عن التدريب، وخصوصا تدريبنا، وأدرك أن مواقف المباراة قد تكون فيها الكثير من المفاجآت والكثير من الصراع.. وذلك ردا بصورة مقدمة على الفارق بين المباراة وبين التدريب.. وكذلك كانت حالة المصرى وراء ظهور الأهلى بتلك الجودة، خاصة أن المصرى تخلى عن أسلوبه فى الضغط وهو الأسلوب الذى اتبعه فى مباريات سابقة ولاسيما أمام الأهلى والزمالك لمنعهما من طبخ الهجمات على نار هادئة!

** من موروث بداية الموسم، الذى يبرر ضعف المستوى ويمرره إلى الجماهير.. أنتقل إلى موروث آخر يقول: «هذا اللاعب محل اللاعب فلان». وهو ما قيل من قبل عن صالح جمعة وعبدالله السعيد، ويقال اليوم عن ناصر ماهر وعبدالله السعيد.. فلا يوجد لاعب مثل لاعب.. فلكل لاعب ملكاته ومهاراته. لكن هناك دور يؤديه اللاعب فى موقعه.. فقد كان صالح جمعة يجرى بالكرة ويراوغ ويخترق وهذا لا يفعله السعيد. لأنه يختصر الجرى بالكرة بتمريرات دقيقة. كما أنه لا يملك سرعة وخفة جمعة وناصر ماهر.. والفرق فى السرعة بين جمعة وناصر وبين السعيد من أهم أسباب حتمية عدم وضع ماهر وجمعة فى كفة والسعيد فى كفة. ومن المؤكد أنه تجوز المقارنة بين لاعبين أو بين مجموعة من اللاعبين.. لكن اعتبار لاعب بصمة مماثلة للاعب آخر من المسائل التى تدعو لضرب كف بكف!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved