نحو خطاب دينى رشيد(2)

جمال قطب
جمال قطب

آخر تحديث: الأربعاء 8 سبتمبر 2010 - 10:05 ص بتوقيت القاهرة

 لكل مؤسسة غاية، ولكل غاية وجهة، ولكل وجهة مقاصد، ولكل مقصد وسائل وآليات وأدوات، وغاية مؤسسة الدعوة المحافظة على أصول الدعوة وممارسة تبليغها وتجديد فهمها حسب مقتضيات كل زمان ومكان، ووجهة هذه المؤسسة هى تفصيل وتأصيل علوم الدعوة، وتجنيد الدارسين لإعدادهم دعاة، ومقاصد هذه المؤسسة:

أولا: مقصد علمى أكاديمى، وعلى هذا المقصد تقوم وظائف: تنقية علوم الوحى والعلوم المساعدة لها، وصياغة رؤية الإسلام للكون وما فيه، وتوصيف جميع العلاقات بين المسلمين بعضهم وبعض وبينهم وبين غيرهم وبينهم وبين المسخرات، وإعداد مناهج وبرامج تعليم الدعاة وتخريجهم فى تخصصات الدعوة المختلفة.

ثانيا: مقصد تربوى تعليمى: وعلى هذا المقصد تقوم وظيفة تربية وتعليم التلاميذ الراغبين فى التخصص فى علوم الإسلاميات والدعوة.

ثالثا: مقصد إعلامى تثقيفى، وعلى هذا المقصد تقوم وظائف إعداد برامج تثقيفية لجميع فئات المجتمع، وإعداد برامج تدريبية لتصحيح ممارسة الحياة الإنسانية (الأطفال، الشباب، المتزوجون، الوالدية.. إلخ)، وإعداد النصوص الأدبية (القصة،الرواية، المسرحية)التى توضح الفكرة الإسلامية وإعدادها إعدادا للبث من خلال الإذاعة والتليفزيون والفضائيات والمطبوعات وشبكة المعلومات.

رابعا: مقصد حوارى جدلى، وعلى هذا المقصد تقوم وظائف صياغة الحجة المنطقية المقنعة بالفكرة الإسلامية، ومناقشة العقائد الأخرى فيما تخالف فيه عقيدة الإسلام.

وخامسا: مقصد شعائرى، وتقوم على هذا المقصد الوظائف التالية: إنشاء المساجد وإدارتها، والإشراف على جميع شئونها، وتحديد أولويات مصارف الزكاة فى كل مجتمع وفى كل زمان، والاضطلاع بمسئولية النوافل العامة مثل الاعتكاف وصلوات الكسوف، وجدولة القادرين على الحج وتمكينهم من أداء الفريضة،وإنشاء الوقف الإسلامى العام الذى يمثل مصروفات الدعوة والإشراف عليه وتنميته.

سادسا: مقصد أخلاقى سلوكى: وتقوم على هذا المقصد الوظائف التالية: إعداد منظومات القيم والسلوكيات التى جاء بها الإسلام، تقسيم هذه المنظومات إلى مراحل وإلى فئات وتوجيه المواطنين إليها.

وهذه المقاصد تمثل الوظائف الرئيسية لمؤسسة الدعوة، وحتى تحقق هذه المؤسسة مقاصدها وتؤدى وظائفها وتبلغ غايتها لا بد أن يتوافر لها أركان وشروط، أما أركان مؤسسة الدعوة فهى: الاستقلال المالى والإدارى عن جميع السلطات، إذ تبقى مؤسسة الدعوة مؤسسة دولة لا سيطرة عليها ولا تدخل فى شئونها من أى مؤسسة أخرى، كما يحظر على مؤسسة الدعوة أن تمارس أى عمل من أعمال السلطات الأخرى.
وتدبر المؤسسة جميع مصروفاتها من عائد الوقف الخاص بها حتى لا تتهم بأنها تابعت سلطة من السلطات أو غفلت عن أخطاء بعض الجهات.

والتخصص العلمى فى جميع العلوم الشرعية والعلوم المساعدة لها، فلا بد من قيام المؤسسة بنشر اللغة العربية بجميع علومها للعرب خاصة وللمسلمين عامة وكذلك تيسير دراستها للشعوب غير الإسلامية للاطلاع على التراث الإسلامى،

وكذلك لا بد أن تتضح تخصصات الفقه والإفتاء/الدعوة والحوار/الإمامة وإدارة المساجد، واختصاصها أيضا بقيادة الشعائر والإشراف عليها (الاختصاص الوظيفى)، حيث تخضع جميع المساجد للمؤسسة ولا تنشأ مساجد جديدة ولا يتم إحلال وتجديد بالقائمة إلا من خلال مؤسسة الدعوة.

وتفردها بالاضطلاع بشئون الفتوى والاجتهاد وخصوصا على المستوى القومى والعالمى وذلك نظرا لضرورة الفتوى وأهمية صوابها وثقة المناخ العالمى فيها.

أما شروط هذه المؤسسة فأهمها: تمتعها بتاريخ طويل فى حمل الدعوة مع شهادة الأجيال لها مثل الأزهر الشريف، وتمتعها بأعلى نسبة مصداقية بين العامة والخاصة حتى لا يصبح الدين سببا من أسباب النزاع، وقدرتها على الاتصال والتواصل الجيد داخل الأمة وخارجها، وامتلاكها لأحدث الوسائل والتقنيات للاتصال المباشر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved