الطريق الدائرى الإقليمى.. حلم صار حقيقة

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الثلاثاء 9 يناير 2018 - 10:05 م بتوقيت القاهرة

من الذى يمكن أن يعترض على إنشاء الطريق الدائرى الإقليمى، أو شبرا بنها الحر؟!

المستفيد من هذا المشروع هو المواطن، واقتصاد البلد وكل المجتمع.

صباح يوم الاثنين الماضى كنت موجودا فى افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لمشروعات تنموية فى القاهرة الكبرى والدلتا انطلاقا من مدينة العاشر من رمضان. 
فى هذا اليوم تغزل وزير النقل الدكتور هشام عرفات فى الطريق الدائرى الجديد، قائلا إنه الحل السحرى والحلم الذى حلمنا به على مدى ١٥ عاما.

فى هذا اليوم تم افتتاح القوس الشمالى الشرقى لهذا الطريق بطول ٣٣٫٥ كيلو متر، ولم يعد متبقيا منه إلا الوصلة التى تنتهى بالإسكندرية، وطولها نحو ٥٥ كيلومترا، وستكتمل فى مارس المقبل.

الوصلة التى تم افتتاحها عرضها ٤٠ مترا بعدد أربع حارات بكل اتجاه، وهو طريق متصل غير منقطع، وعليه ٢٦ كوبرى و٢٦ نفقا بتكلفة تبلغ ٣٫٣٥ مليار جنيه.

هذا الطريق شديد الحيوية سيحل مشكلة الاختناقات المرورية، والحد من الحوادث وتشجيع حركة النقل التجارى والزراعى والصناعى بين الأقاليم المختلفة فى الدلتا وبربط شرق النيل بغربه فى هذه المناطق.

لكن الاهم أننا بصدد مشروع قومى حقيقى بدأ عام ٢٠٠٨، لكنه توقف كثيرا بسبب تداعيات ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، إلا أنه تم استئنافه بعد ٣٠ يونيو 2013.

الطريق الدائرى الذى يحيط بالقاهرة الكبرى وفر العديد من الوقت والجهد لمستخدميه، وقضى على كثير من الاختناقات، لكن التزايد المستمر فى السكان خصوصا فى القاهرة الكبرى، التهم العديد من مميزاته. الآن الطريق الدائرى الإقليمى الجديد، سيكون دائريا ليس حول القاهرة الكبرى فقط، بل سيشمل معظم محافظات الدلتا، وسيربطها بطرق الصعيد ومدن القناة والواحات البحرية.

هو سيتقاطع مع طريق القاهرة السويس، والقاهرة الإسماعيلية، والقاهرة الإسكندرية الزراعى والصحراوى، والقاهرة الصعيد والصحراوى الغربى والصحراوى الشرقى المتجه للصعيد، وكذلك طريق الفيوم، وطريق بلبيس الصحراوى، والعين السخنة والعاصمة الإدارية الجديدة. 

بعد ان استمعت لكلام الوزير هشام عرفات صباحا، شاهدت تحقيقا تليفزيونيا مميزا للإعلامى محمد المغربى على قناة الغد فى التاسعة والربع من مساء نفس اليوم.

المغربى ركب مع السائقين على الطريق، واستمع منهم إلى شرح عملى، فسائق النقل القادم من ميناء دمياط متجها إلى أى مكان سيوفر له الطريق نحو ساعتين، كان يقضيهما مختنقا فى طريق القاهرة الإسكندرية الزراعى. والقادم من مدن القناة متجها للصعيد أو للإسكندرية لن يكون مجبرا على دخول القاهرة، أو حتى المرور بالطريق الدائرى العادى الذى صار مزدحما. فى هذه الحالة سيأتى من طريق الإسماعيلية مثلا إلى بلبيس إلى طريق بنها شبرا الحر من دون أى عوائق.

قيمة هذا الطريق تزيد أكثر بالوصلات الاخرى المكملة له، وأهمها طريق شبرا بنها الحر. الرحلة عليه صارت 40 دقيقة فقط، بعد ان كانت تستغرق ساعتين قبل ذلك فى نفس المسافة. الرحلة هنا فى «شبرا بنها الحر» ليست مجانية وستكلف من يسير عليها ١٥ جنيها للملاكى وخمسة جنيهات للاجرة، لكنها بالحساب العملى النهائى أكثر توفيرا لأنها ستوفر لصاحبها الجهد والعرق والوقت والمال فعليا.

الطريق منفذ بأحدث تكنولوجيا الطرق، ويفترض أن يتحمل شاحنات تحمل أكثر من ١٢٠ ألف طن بدلا من ٧٠ طنا على الطرق القديمة الأخرى.

وسيوفر الطريق أيضا ٩٥ ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنويا، كما سيوفر ما قيمته ٦٧٠ مليون جنيه سنويا نتيجة اختصار الوقت والجهد. علما بأنه تم ضخ 22.5 مليار جنية فى المشروع القومى للطرق وتدعيم الكبارى القديمة. 
مثل هذه المشروعات ينبغى أن نحيى الحكومة عليها ونشجعها، طالما أننا ننتقدها فى قضايا وملفات أخرى كثيرة.

هذه الطرق الضخمة ليست فقط لإراحة المواطن من الصداع اليومى، ولكنها عامل أساسى لجذب أى نوع من الاستثمارات. لا يمكن تصور أن يأتى مستثمر فى ظل عدم وجود طرق ممهدة. 

حينما استمعت إلى تفاصيل هذا الطريق الدائرى الإقليمى، وكذلك طريق شبرا بنها الحر، وبقية الطرق الاخرى التى تم اطلاقها فى السنوات الاربع الاخيرة، شعرت ببعض التفاؤل، وسط ركام من الأخبار السلبية فى مصر والمنطقة العربية بأكملها.
تحية تقدير واحترام لكل من ساهم فى تحويل حلم هذا الطريق إلى حقيقة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved