الأوسكار والأنمى.. جائزة ظالمة لصناعة طاغية

من الفضاء الإلكتروني «مدونات»
من الفضاء الإلكتروني «مدونات»

آخر تحديث: الجمعة 9 فبراير 2018 - 9:40 م بتوقيت القاهرة

نشرت مدونة أراجيك مقالا للكاتب «أحمد سامى» والذى يتناول جائزة الأوسكار وأسباب عدم ترشح أفلام الأنيميشن لجائزة الأوسكار وخاصة أفلام الأنيميشن اليابانية والتى تتمتع بشهرة كبيرة.

فى البداية يوضح الكاتب أن من أشهر الجوائز التى تهتم بمجال صناعة السينما بشكلٍ عام هى الجائزة الذهبية المرموقة: جائزة الأوسكار. دائما ما نتعلق بالأفلام التى يتم ترشيحها لنيلها، ومن ثم خوض سباق متشاحن جدا للفوز بها، وكثيرا ما ننتقدها لكون بعض العناوين ترشحت لها دون أخرى نراها جديرة فعلا بحجز تذكرة لدخول السباق، لكن الأكثر إغضابا من هذا وذاك أن هناك فئات وشرائح فنية كاملة يتم تهميشها كل عام، وإن كانت فيها بعض العناوين يكون هذا إنجازا مهولا. وتلك الفئة هى فئة الأنيميشن. اللجنة تركز على الأفلام الهوليودية ذات التمثيل الحى، ولا تعطى اهتماما كبيرا لأفلام الأنيميشن صاحبة خطوات الصناعة التكنولوجية من خلف شاشات الحاسوب، لكن اليوم لن نتكلم عن الأنيميشن بشكلٍ عام، لكن الأنمى اليابانى بشكل خاص. ذلك الفن الأم والرائج الطاغى على جميع الفنون المتحركة الآن. لماذا تهمشه الأوسكار ونادرا ما تتعطف عليه بترشيح حتى؟

أسباب تهميش الأنمى فى الأوسكار:

الموزع والحيز الجغرافى

أفلام الأنمى ــ بالتأكيد ــ لها شركات ترخيص وتوزيع خاصة بها تتخصص فى نشر العمل الفنى فى الأرجاء المختلفة لتحقيق أقصى إيرادات ممكنة، وكلما كان التوزيع الجغرافى من قبل الموزع للعمل واسعا، زادت شهرة الأنمى بين الأقطار المختلفة وحصل على زخم كافٍ يجلب له آلاف المراجعات والعيون الفاحصة. تلك، العيون والأضواء التى سُلطت عليه هى التى ستجعله يترشح للأوسكار. المشكلة الكبيرة تتمثل فى أن الموزعين المختصين بأفلام الأنمى مثل Funimation وAniplex لا يصلون لمسامع لجنة المصوتين من الأساس فى الأغلب.

وذلك ــ ببساطة ــ لأن توزيع تلك الأفلام يلقى رواجا بمسارح العرض حسب المنطقة الجغرافية التى تم توزيعه فيها. فعلى سبيل المثال، عندما يُعرض الفيلم باليابان يلقى رواجا هائلا لأنه من بلد المنشأ ولغته هى نفس اللغة، لكن عندما ننقله للولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا نجد أن رواجه قليل هناك وفترة عرضه قد تصل لأسبوع فقط. هذا لأن المنافسة فى تلك الدول شرسة وحادة بين الأفلام الهوليودية ذاتها، ففى اعتقادك ما الذى سيحدث إذا أتيت لهم بفيلم أنمى مُدبلج للإنجليزية ووضعته فى تلك الحرب الشعواء؟ بالطبع سيخبو بريقه تماما، وهو ما سيقلل الأعين المركزة عليه ويحرمه من نيل ترشيح الأوسكار.

أفضل مثال على هذه النقطة هو أن الفيلم الوحيد الذى فاز بالأوسكار فى تاريخ صناعة الأنمى هو فيلم Spirited Away، الذى من إنتاج استوديو جيبلى وإخراج العبقرى هاياو مايازاكى، والذى تصادف أن الموزع الخاص بها فى أمريكا هو شركة والت ديزنى وشركة Gkids! هؤلاء موزعون معروفون بالسوق الأمريكية ولجنة الأوسكار تعرفهم تماما، وهذا الذى أعطى لهذا الفيلم فرصة للفوز.

العلامة التجارية

الشهرة الجغرافية الواسعة هى التى تدفع العمل الفنى للفت الأنظار ثم الترشح للجائزة، وأحد عوامل تلك الشهرة الجغرافية هى العلامة التجارية للشركة التى قامت بإنتاج الأنمى نفسه، أو أخذ حقوق دبلجته وتوزيعه بعد ذلك لحسابها فى تلك البلد، فأسماء استوديوهات أنمى عريقة مثل Ghibli، Gainax،و DEEN لا تعنى شيئا للجنة الأوسكار مثل التى تعنيه علامات تجارية أمريكية مثل DreamWorks ، Disney ، Pixar لذلك، نجد أغلب الترشيحات وجوائز الأوسكار فى فئة الأنيميشن تكون من نصيب الشركات الثلاث السابقة، وهو ما يضع العلامات التجارية اليابانية فى قفص الاتهام الخاص بقضية عدم دخول أفلام الأنمى سباق الأوسكار، فقط لكونها غير أمريكية.

ذوق لجنة الأوسكار نفسها

لجنة الأوسكار تتكون من أعضاء قدامى تم ترشيحهم وفوزهم بالأوسكار سابقا ولو لمرة واحدة، وبالطبع لك أن تتخيل هؤلاء المحكمين والمصوتين أنهم فازوا بالأوسكار الخاصة بهم فى عصر كان يحكمه ميكى ماوس ذو الرسم الردىء والتحريك السيئ، وبتسارع إطارات 24 إطارا فى الثانية! فبالتالى ترسخت لديهم فكرة أن الأنمى والفنون المتحركة عموما موجهة للأطفال، ولا تمت للفن الراقى الاحترافى بصلة. لا يعلمون أن هذا الفن الآن احترافى بشدة وتسارع إطاراته هو 8 – 12 إطار فى الثانية، والذى يدعم تلك النقطة السلبية أن أغلب أفلام الأنمى التى تصدر من حين لآخر تكون الفئة التى تبغاها هى شريحة المراهقين، لكن بالطبع هذا لا يمنع وجود أفلام عظيمة وقوية تستحق الترشيح السنوى، بل والمنافسة القوية للفوز أيضا.

الآن، ترشيحات هذا العام لفئة الأنيميشن، هل حقا تستحق؟!

ترشح للجائزة هذا العام THE BOSS BABY ،THE BREADWINNE ، COCO ، FERDINAND، وLOVING VINCENT.

تركت اللجنة أفلاما عبقرية هذا العام من أجل أفلام نصف جيدة فقط؛ لأنها من إنتاج شركات أمريكية (غيرــ يابانية)؟! هذا ليس منصفا على الإطلاق! أتفق أنه توجد عناوين جيدة مثل LOVING VINCENT. لكن صدقا، ما الذى يحدث فى العالم كى يرشحوا THE BOSS BABY؟ رشحوه وتركوا أعمالا دامية للقلوب ومحركة للمشاعر مثل In the corner of the world.

وختاما يتحدث الكاتب عن فيلم Your name. هذا الفيلم الذى حقق إيرادات مهولة على مستوى العالم، وحقق مبيعات فلكية على مستوى الأقراص المدمجة. تمت ترجمته ودبلجته لعشرات اللغات، وجعل الملايين على مستوى العالم ينتحبون بكل جوارحهم، لكن الفيلم لم يُرشح للأوسكار بالرغم من ذلك فى العام الفائت. يمكن أن يكون السبب هو أن الفيلم صدر فى اليابان فى 2016، وبعدها صدر بالولايات المتحدة فى 2017 وتظل خسارة كبيرة أن فيلما قويا مثل هذا لم يحظَ بالفرصة التى يستحقها. حقا كنت أتمنى أن أرى أى فيلم أنمى هذا العام، حتى لو كان SWORD ART ONLINE: ORDINAL SCALE.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved