الأهلى والحزب الوطنى

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الجمعة 9 أبريل 2010 - 11:42 ص بتوقيت القاهرة

 تزوير نتائج الانتخابات ظاهرة تخص العالم الثالث والرابع والمتخلف.. أما تزوير نتائج المباريات و«تظبيطها» فظاهرة تخص كل العالم تقريبا، وفى الحالتين فنحن بصدد ظلم واضح، حرمان طرف مستحق وإعطاء شىء لطرف لا يستحق.

لست ناقدا رياضيا.،. وهذا المكان ليس مخصصا لمناقشة شئون الكرة والتعليق عليها، لكن الواضح أن جزءا كبيرا من نشاط الرياضة لم يعد مقصورا على مجرد كونه رياضة فقط. بعد أن تحولت الكرة إلى مجال متشابك يجمع بين السياسة والاقتصاد والاجتماع وعلم النفس ومجالات أخرى كان يصعب تخيلها.

هل هناك فارق بين تزوير الإدارة لنتائج الانتخابات البرلمانية والمحلية لمصلحة الحزب الوطنى منذ عام 1979 وحتى اليوم، وبين تزوير كثير من الحكام لنتائج المباريات فى الدورى بصورة فاضحة مثلما حدث فى مباراة الأهلى وإنبى قبل أسبوعين، أو بين محاولة حكم الزمالك والشرطة حرمان الزمالك من الفوز بكل الطرق حتى لو كان الثمن هو إفساد المباراة؟!

ومثلما هناك يقين لدى أنصار المعارضة بأن أجهزة الأمن والإدارة تزور الانتخابات لحرمانهم من تمثيل الشعب، فإن أنصار الزمالك وأحيانا الإسماعيلى لديهم نفس اليقين بأن معظم الحكام لا يشغلهم سوى فوز الأهلى فى كل مبارياته حتى لو كان لا يستحق ولديهم شريط طويل من الأدلة يبدأ من أيام حسين فهمى والمرشدى وبلال والحكم محمد حسام ومحمود عثمان ولا ينتهى بالابن سمير محمود عثمان ورئيس لجنة الحكام محمد حسام.

قد يكون فى الأمر مبالغة، لكنه فى كل الأحوال يعكس نوعا من الإحساس بالظلم، تجده منتشرا فى كثير من البلدان خصوصا لمصلحة الأندية ذات القاعدة الشعبية مثل ريال مدريد على حساب برشلونة فى إسبانيا ومانشستر يونايتد على حساب بقية أندية بريطانيا، والأهلى فى دبى والعين فى أبوظبى والترجى فى تونس والهلال فى السودان.. إلى آخر القائمة التى لا تنتهى.

فى الماضى كنا نصف ما يحدث بشأن خناقات الملاعب والاختلاف حول سلوك الحكام بأنه مجرد «لعب عيال» ــ لكن الأمر صار مختلفا الآن كثيرا.

ومثلما يؤدى تزوير نتائج الانتخابات إلى زيادة الإحساس باليأس والإحباط والقهر والظلم وهو ما قد يقود إلى انفجارات شعبية، فإن الإصرار على تزوير نتائج المباريات لمصلحة ناد بعينه قد يقود الآن إلى نتائج لا تحمد عقباها.

ما أعتقد أنه صار أمرا فى غاية الأهمية هو أن الرياضة خصوصا كرة القدم لم تعد مجرد «لعب عيال».. ومن الخطورة تركها لمزاج 11 لاعبا صغيرا، أو لحكم أحمق، أو مدرب موتور ومتعصب ومتوتر دائما.

علينا أن نبدأ من الآن فى تثقيف اللاعبين والحكام والمدربين وسائر عناصر اللعبة، ونؤكد لهم أن ما يفعلوه يؤثر فى سلوك شعب وقد تقود «حركة خارجة» من لاعب جاهل أو قرار مجنون لحكم منحاز إلى كارثة كبرى.

الخروج على الروح الرياضية ــ مهما حدث ــ أمر لا يمكن قبوله، لكن على اتحاد الكرة أن يتحرك بجدية لضبط الملاعب والضغط على الحكام لالتزام الحياد، أو أن يصدر قرارا إداريا بفوز الأهلى بالدورى قبل نهايته مثلما فعلت الإدارة فى الجولة الثالثة وأعلنت فوز فريق الحزب الوطنى فى الجولة الثالثة من انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved