نظيف ..« والحتت الكبيرة »!!

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 9 أغسطس 2009 - 9:51 م بتوقيت القاهرة

هل الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء يمتلك حسا فكاهيا عاليا، أم أنه اختلط عليه تعريف مصطلح «الفساد فى مصر ومدى حجمه»؟

الثلاثاء الماضى أطلق د. نظيف تصريحه المدوى والغريب خلال لقائه فى بورسعيد مع طلاب الجامعات المصرية بأن «مصر أخذت محلات صيدناوى وعمر أفندى من أصحابها «قاصدا اليهود».

فى نفس اللقاء وخلال رده على سؤال لأحد الطلاب عن الفساد فى مصر تحدث نظيف بإسهاب نافيا وجود فساد كبير وأطلق ونحت تعبيرا جديدا وهو أن الموجود فى مصر هو «فساد فى الحتت الصغيرة».. لكنه لم يكشف لنا المقياس والمؤشر الذى يمكن عبره معرفة الفرق بين الفساد الكبير والصغير ، وهل مثلا إذا كان حجم قضية الفساد مليون جنيه. تعتبر صغيرة وإذا زادت تعتبر كبيرة؟.

أغلب الظن أن دكتور نظيف لم يكن «يهزر» عندما أطلق مصطلحه الكوميدى عن فساد الحتت الصغيرة، وبالتالى فعلينا أن نلفت نظره لبعض الحقائق التى لا تخفى عليه، باعتباره يتولى منصبا سبق لأحد شاغليه القول: «إنه يعلم بدبة النملة فى كل مصر».

هل نادى الفاسدين واللصوص وسارقى أموال البنوك، والمقيم معظم أعضائه فى لندن ينطبق عليهم «حتت صغيرة أم كبيرة»؟، هؤلاء لم تكشفهم الحكومة، ولم تقدمهم للنيابة إلا بعد خروجهم.

أحد أمثلة هؤلاء القاتل ممدوح إسماعيل الذى خطف أرواح أكثر من ألف مصرى فى عبارة الموت.. هذا النموذج ارتكب جريمته وخرج من المطار وكأنه ذاهبا إلى حفلة صيد.

وماذا عن عماد الجلدة الذى حاول رشوة مسئولين للحصول على خرائط التنقيب عن البترول.. ثم اصطدم بقوة أكبر منه فسقط.. هل ذلك فساد صغير أم كبير؟.

ماذا عن قضية الرشاوى فى وزارة الثقافة والتى تورط فيها كبير مساعدى الوزير؟.

وماذا عن الفساد فى التليفزيون ومدينة الإعلام والتفاصيل المثيرة التى كشفتها التحقيقات.

ثم ماذا عن هشام طلعت مصطفى العضو الكبير فى الحزب الوطنى ولجنة السياسات، هذا النموذج استأجر ضابطا مفصولا لقتل إنسانة فى دولة أخرى وما كان ليفعل ذلك لولا يقينه أنه سيفلت بجريمته، لكنه يبدو أنه لم يضع فى حسابه أن كفة العلاقات مع الإمارات ودبى تتغلب على كفته.

وأخيرا ماذا عن الفساد فى المشروع القومى للإسكان والتى تجرى التحقيقات فيها الآن ...وماذا ...وماذا...وماذا ؟؟؟

كل ما سبق من أمثلة تم توثيقها من قبل أجهزة الدولة نفسها، لكن الفساد الأكبر لا يمكن الإشارة إليه، لأنه للأسف لا توجد أوراق رسمية تثبته. ثم إن الأخطر من كل ذلك هو خلق المناخ الفاسد الذى يدمر جهاز مناعة الناس الأخلاقية ويجعلهم يقبلون الفساد وكأنهم يشربون شاى الصباح.

سؤالنا للدكتور نظيف هو إذا كانت كل الأمثلة السابقة وغيرها الكثيرة فسادا فى «الحتت الصغيرة» فما هو الفساد فى «الحتت الكبيرة» فماذا تقصد يا دكتور بـ«الحتت الكبيرة» ؟؟؟؟

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved