ملامح اتفاق أمريكى ــ روسى ــ خليجى

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الأربعاء 9 سبتمبر 2015 - 8:05 ص بتوقيت القاهرة

ما يمكن استنتاجه من آخر زيارة للخليج قام بها وزيرا خارجية أمريكا وروسيا هو أن الأولى قرّرت التخلى عن مقاربتها المحدودة التى شدّدت على أن الأولوية هى لمحاربة «داعش» والقضاء عليه. وقرّرت أيضا تبنّى سياسة أوسع تقضى بجمع الجهات المعنية بالتخلص من التنظيم المذكور ومساعدتها لمواجهته، وبتغيير ميزان القوى على الأرض فى سوريا. ومن شأن ذلك الدفع فى اتجاه الحل السياسى لأزمتها وحربها الأهلية – المذهبية. هذا ما يقوله ناشطون جديون فى مركز ابحاث عربى (كليا أو جزئيا)، ويضيفون أن تركيا وانطلاقا من ذلك ستزوّد المعارضة السورية بالأسلحة التى تحتاج إليها، لكنها ستعمل لإعادة هيكلة الانتفاضة فى شمال سوريا. إذ أنها أُعطيت مفاتيحه باتفاق هدفه إضعاف «داعش» والرئيس بشار الأسد فى وقت واحد. كما نالت فى مقابل ذلك ضمانات بمنع حلفاء «حزب العمال الكردستانى» التركى أكراد سوريا من السيطرة على مناطق لم تكن تاريخيا لهم.

فى اختصار، يلفت الناشطون الباحثون أنفسهم، بأن جوهر التغيير يكمن فى ما يتعلّق بالوضع السورى فى نقطتين مهمتين. الأولى هى أن العرب وافقوا على قبول حلٍّ أقل من حل الحد الأقصى الذى تمسّكوا به. أما النقطة الثانية فهى أن الأفكار المذكورة لن تُنجز إذا لم ترسم لها خريطة طريق، وإذا لم تُبذل جهود جماعية لإقناع الأسد وإيران بالاشتراك فيها. وسيحدث ذلك بتغيير ميزان القوى على الأرض لمصلحة أعداء الأسد. ويشيرون إلى أن أمريكا عادت إلى موقف أوّلى لها هو أنه لا يمكن فرض الحل السياسى على الأسد قبل التغيير المشار إليه. لكنها أعادت تزخيمه بعدما أنجزت اتفاقا نوويا مع إيران.

أما موقف إيران الإسلامية وفقا للخطة – الاتفاق السابق، فيظنّ البعض فى واشنطن وخارجها، بحسب الناشطين أنفسهم أن طهران أدركت أنها تواجه حاليا طريقا مسدودة استراتيجيا فى سوريا وأنها تناقش اتفاقا ما جوهره تنظيم انتقال للسلطة فى سوريا يتماشى مع الاقتراحات الروسية. ويعنى ذلك ترتيب رحيل الأسد عن الحكم وتوحيد القتال ضد «داعش» والمحافظة على حقوق العلويين فى مناطقهم. وليس فى الأفق ما يشير إلى أنها وصلت الآن إلى قرار نهائى حيال ذلك.

أما ما جرى فى محادثات الدوحة عاصمة قطر، بين وزراء خارجية أمريكا وروسيا ودول «مجلس التعاون الخليجي»، فقد تركزت المحادثات على أمور جوهرية أربعة هى الآتية:
• رفض سيناريو تقسيم سوريا لأنه لا يضمن أبدا إنهاء الحرب.
• تبنى الشروط التى وضعها الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دو ميستورا وموسكو للمبادرة التى يفترض أن يتوصّل الحوار الذى هو جزء منها إلى تسوية للأزمة فى سوريا.
• العمل لرسم حدود غير رسمية لمناطق النفوذ فى سوريا (العلويون والأقليات والغالبية المنقسمة منظمات وفصائل).
• التفاوض المنفصل مع كل من العرب السنَّة والإيرانيين لتحديد الوضع النهائى لمناطق النفوذ المذكورة أعلاه مع ترك الباب مفتوحا أمام مفاوضات مباشرة لاحقا (تفاوض على شىء قريب من «طائف» لبنان).
• إجراء انتخابات عامة فى سوريا مع تفاهم مُسبق على أن الأسد لن يترشَّح فيها، وأن الحكومة التى ستنبثق منها ستضمّ كل مكونات المجتمع السورى.

إلا أن اتفاقا كهذا يحتاج إلى موافقة نهائية من طرفى الحرب السورية. وما جرى فى الدوحة ربما يكون الخطوة الأولى فى اتجاه مناقشات جدية للتفاصيل.


النهار – لبنان
سركيس نعوم

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved