برازافيل دورة الرياضة والرياضيين

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 9 سبتمبر 2015 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

** توجت مصر بطلة لدورة الألعاب الإفريقية 6 مرات من 10 دورات أقيمت بالفعل، فقد ألغيت دورة باماكو فى مالى عام 1969. وتتفوق الرياضة المصرية على المستويين العربى والإفريقى. وقد جمعت مصر فى الدورات الإفريقية 1079 ميدالية مقابل 836 ميدالية لنيجيريا التى تحتل المركز الثانى ثم جنوب إفريقيا الثالثة برصيد 509 ميداليات، وهى بطلة الدورة السابقة فى موزمبيق عام 2011.

** السباحة والجمباز وألعاب القوى هى اللعبات الأساسية فى جميع الدورات، سواء أوليمبية أو عربية وإفريقية.. وفيها تحصد الدول ميدالياتها بينما تحسب بطولات الفرق الجماعية، كرة القدم والسلة والطائرة واليد بميدالية واحدة.

وتتنوع درجات المنافسة وتختلف بين مصر وبين بعض الدول على مدى تاريخ الدورات القارية، فالسباحة ينافسنا فيها تونس وجنوب إفريقيا.. ودخل السباح أحمد أكرم بقوة فى المسافات الطويلة 800 و1500 متر حرة، فيما لم يظهر التونسى الملولى الذى كان ملكا متوجا لمثل تلك المسافات. والرمى فى ألعاب القوى نتفوق فيه أو كنا نتفوق فيه مع منافسة قوية مع نيجيريا وكينيا والأخيرة أذهلت الخبراء بفوزها الأخير بذهبية رمى الرمح فى بطولة العالم، وتصدرنا المصارعة لسنوات قبل أن تنافسنا نيجيريا فى بعض الدورات.. المهم هنا ليس أن نتوج ببطولة الدورة ونحتفل بذلك، وينتهى الأمر. ولكن ماذا يحقق الرياضيون المصريون من ارقام ومدى قدرة تلك الارقام على المنافسة عالميا وأوليمبيا. ولماذا نتفوق فى لعبات، ونتأخر أحيانا فى لعبات.. تلك أمور يجب بحثها ودراستها فنيا، بالتحليل الدقيق حتى نتابع مستوياتنا مقارنة بالأفارقة.

** لقد كانت فكرة الألعاب الإفريقية فرنسية أيضا، وطرحها البارون بيير دى كوبرتان عام 1925، وهو مؤسس الحركة الأوليمبية الحديثة، وتأخر الأخذ بالفكرة لسنوات وعقود حتى انطلقت الدورة الأولى عام 1965 فى برازافيل. وتوجت بها الجمهورية العربية المتحدة (مصر).. ويلفت النظر أن الفرنسيين أطلقوا معظم البطولات والدورات الكبرى فى كرة القدم وفى الرياضة عموما. هم أصحاب الألعاب الأوليمبية، وكأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، ودورة الألعاب الإفريقية.

** أعود إلى جمهورية الكونغو، فمن حق أبطالنا فى اللعبات الأخرى الذين يحققون الإنجازات والألقاب أن نهتم بهم ونشجعهم، ونوضح قيمة أرقامهم وإنجازاتهم مقارنة بالمستويات الإفريقية والعربية والأوليمبية.. فهم لا يحظون بمثل تلك الفرصة سوى كل أربع سنوات، مع الدورات العربية والإفريقية أو حين يحقق أحدهم إنجازا عالميا أو أوليمبيا. وكم هو شاق هذا الإنجاز فالوصول إلى هذا المستوى يعنى أن يمكث الرياضى البطل سنوات عمره وشبابه راهبا فى محراب البطولة والتدريب ولا شىء غير ذلك.. وهو أقل اهتمام يمكن أن يقدم الإعلام إلى هؤلاء الأبطال.. فمن الملاحظ أننا على الرغم من ميدالياتنا التى نحرزها كل بضع دقائق فى برازافيل مازال إعلامنا هنا يحتفل بالفوز الكبير الذى حققه منتخب كرة القدم على فريق مدرسة تشاد الابتدائية النموذجية!

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved