شهادة فتى عربى عاشت مصر فى وجدانه كقيادة للأمة والجزائر بوصفها الثورة

طلال سلمان
طلال سلمان

آخر تحديث: الأربعاء 9 ديسمبر 2009 - 11:43 ص بتوقيت القاهرة

 هل هدأت عاصفة الغضب الكروية التى أضاعت العقول وأساءت إلى كرامة الدولتين الكبيرتين، مصر والجزائر، وإلى الروابط الأخوية والقيم النضالية ذات التاريخ المشرف بين الشعبين الشقيقين، وكنا نراها النموذج الأرقى للعلاقات بين الأشقاء المستهدفين جميعا بخطر الاحتلال والهيمنة الأجنبية؟

هل بات ممكنا أن نراجع، بهدوء، ما حدث وجعلنا موضع التندر والسخرية فى العالم أجمع، فأساء إلى كرامة كل عربى وأى عربى داخل الوطن وخارجه: أمن أجل «ركلة» يسقط المقدس من العلاقات بين الإخوة، وتكاد تدوسه الأقدام، أمام عيون الكون كله، بالأصدقاء المستهجنين إلى حد عدم تصديق ما تراه عيونهم وما تسمعه آذانهم، وبالأعداء الشامتين والمتشفين وقد جاءتهم الهدية الثمينة بلا طلب ومن حيث لا يتوقعون، وعنوانهم الدائم: إسرائيل، التى تتعاظم مكانة وقدرة بنسبة ما يخسر العرب أو يزيد؟!

هل باتت العودة إلى المنطق والمصلحة المعززة بالروابط الأخوية ممكنة، خصوصا أن الرجوع إلى العقل هو السبيل الوحيد لوقف الموجة الانتحارية التى سادت بين دولتين شقيقتين جمعت بينهما روابط استثنائية كانت لها تأثيرات تاريخية كان مقدرا لها أن تشكل القدوة والمثال فى علاقات الدول العربية بعضها بالبعض الآخر؟!

لقد سال حبر كثير، معظمه غير نظيف، وارتفعت أصوات عديدة، معظمها موتور، فيها الرياضى وفيها الإعلامى وفيها لمؤسسات كانت محترمة، ولكن نتيجتها جميعا سياسية، تحاول تهشيم التاريخ الذى صاغ وجدان أجيال عربية عديدة، وتحقير المقدس بين أشقاء لم يسبق أن كان بينهم نزاع أو خصومة أو تنافس عدائى لا على الدور ولا على الحدود ولا فى المصالح.

فعلى امتداد حقبة زمنية طويلة، استمرت لعقدين أو أكثر، توحدت فى الوجدان صورة مصر والجزائر كنموذج فذ للعلاقات النضالية بين شعبين شقيقين ثم بين دولتين جمع بينهما الرباط المقدس فى الهوية الواحدة والمواجهة البطولية لقوى الاحتلال الأجنبى طلبا لتحرير الإرادة والأرض.

هل بات ممكنا أن أروى شيئا من ذكريات فتى من جيل وعى الدنيا ومصر تختلط فيها عاطفة الأم ووهج الكتاب والجامعة والصحيفة وملامح البطل الذى طال انتظاره للخروج من ليل التخلف والضياع والتفكك الذى أثمر الهزيمة العربية المدوية: ضياع المقدسة فلسطين؟!

أول تظاهرة سرت بين جماهيرها الحاشدة ترفرف علينا أعلام مصر وصورة جمال عبدالناصر كانت فى أعقاب القرار التاريخى بتأميم قناة السويس فى 23 يوليو 1956.

كانت ثورة الجزائر من أجل استعادة هويتها (ودينها) تنهى بالكاد عامها الثانى، تصلنا أخبارها عبر القاهرة، فتؤكد فينا الشعور بوحدة المصير.. ربما لهذا امتزجت فى هتافاتنا الحارة مصر والجزائر، كما امتزجت فى شعورنا بالعداء صور بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. وكان ذلك بديهيا، لم ينظمه أحد.

بعد ذلك لم يغادر أبناء جيلى الشارع لسنوات عديدة: وقع العدوان الثلاثى على مصر، وهرعنا ــ بعد التظاهرات ــ نبحث عن مراكز التطوع، بينما كانت أمهاتنا وأخواتنا يتخلين عما يملكن من ذهب قليل (الأساور والخواتم والحلى) للتبرع بها مناصفة: لجيش مصر ولثوار الجزائر.

ولسوف نبقى فى تظاهرة مفتوحة: جاء الانتصار على العدوان الثلاثى مدويا، بالمعنى السياسى، فرفع معنوياتنا عاليا جدا، ولقد رأينا فيه دعما عظيما لثورة الجزائر التى يقاتل مجاهدوها الأبطال الاستعمار الفرنسى الذى شارك بريطانيا وإسرائيل فى العدوان الذى صار ثلاثيا كعمل انتقامى من مصر بشعبها وجيشها بسبب من دعمها لثورة الجزائر وحق شعبها فى استعادة هويته التى أنكرها عليه الاحتلال وحاول أن يفرض عليه الفرنسة، مروجا لنظرية أن الجزائر هى فرنسا ــ عبر البحار، خصوصا وقد منع فيها تعلم اللغة العربية وبناء المساجد ورفع الآذان. (هل هى مصادفة أن تقدم إسرائيل الآن على منع آذان الصبح فى المسجد الأقصى)؟!

كانت سوريا قد أوقفت النفط العراقى المسحوب عبر أراضيها إلى مصفاتى حمص وطرابلس، بنسف الأنابيب، باعتبار أن الشركة المالكة بريطانية ــ فرنسية... وبالمقابل كان الآلاف من الشبان السوريين قد سجلوا أسماءهم كمتطوعين، واستعدوا للذهاب إلى حيث تطلب القيادة فى القاهرة، وكأنهم لم يكتفوا بأن القيادة السياسية فى سوريا أبلغت مصر استعدادها لإرسال جيشها للقتال إلى جانب رفاق سلاحه المصريين.

كان المشرق العربى فى حالة غليان: الكل يريد أن يشارك المصريين فى معركة الشرف وصد العدوان الثلاثى.. وليست مبالغة أن يقال إن كل بيت فى فلسطين (التى لم تكن إسرائيل قد أكملت احتلالها بعد) ولبنان وسوريا والعراق وصولا إلى الجزيرة العربية بشمالها وجنوبها اليمنى قد حاول وسعى بكل طاقته لأن يشارك فى نصرة مصر التى استحقت بجدارة أن تكون القيادة العليا للعرب جميعا فى مشرقهم والمغرب.

من باب التذكير فقط يمكن الإشارة إلى أن «الشارع» فى بيروت قد أسقط شرعية رئيس الجمهورية، آنذاك، كميل شمعون، لتردده فى اتخاذ الموقف البديهى فى دعم مصر. ولم ينفع ادعاؤه أنه حاول عقد قمة، كان معظم من حضرها من المشكوك فى وطنيتهم وفى صدق أهدافهم منها.. وذاك ما سوف يستكمل بعد حين فى ثورة شعبية ضد التجديد للرئيس الذى خالف إرادة شعبه.

مع احتفال مصر بعيد النصر، فى أواخر العام 1957، كانت سوريا بشعبها وجيشها وأحزابها وقيادتها السياسية تتوجه إلى مصر طالبة التوحد معها، تحقيقا للأمنية العربية الغالية فى قيام دولة للوحدة تجمع الشتات العربى وتبنى القوة التى تحصن الأمة فى وجه أعدائها وتمكنها من بناء الغد الأفضل المرتجى.
ولم يتأخر موعد تحقيق الحلم كثيرا، خصوصا أن السوريين قد تعجلوه أكثر مما يجوز، ففرضوا على جمال عبدالناصر قيام دولة الوحدة، ففرضوا على جمال عبدالناصر قيام دولة الوحدة، قبل أن تستكمل الركائز الضرورية لبنائها.

يستحيل على أن أصف المشهد الأسطورى الذى عاشه السوريون وعشناه معهم، فى دمشق وحمص وحماه وحلب واللاذقية والقامشلى ودير الزور، خلال استقبالهم للقائد المصرى الذى حقق الحلم العربى فى التحرر والوحدة: جمال عبدالناصر.

لقد زحف نصف الشعب اللبنانى، على الأقل، إلى دمشق لتحية بطل الإنجاز التاريخى، مسلمّين بقيادة مصر للأمة العربية جميعا فى سعيها إلى التحرر والوحدة والمنعة، وقد رأوا فى هذا الإنجاز التاريخى خطوة واسعة على طريق تحرير فلسطين، ودعما جديا ومحسوسا لثورة الجزائر من أجل إنجاز أهدافها فى استعادة هويتها الوطنية (العربية) بالتخلص من مستعبدها الفرنسى بالثورة التى كان العرب جميعا يعرفون أن مصر هى مصدر دعمها الأعظم، سياسيا على المستوى الدولى بالسلاح والتدريب.

وفى هذا الجو الملتهب حماسة والمعزز ثقة المواطن العربى بذاته، قامت ثورة 14 تموز ــ يوليو ــ فى العراق لتنهى الحكم الملكى فيها وتعلن الجمهورية مقتربة بالموقف من قيادة الثورة العربية فى القاهرة.

ولقد تسنى لى أن أشهد ــ فى ما بعد، وتحديدا فى أواخر أيلول ــ سبتمبر 1962ــ قيام جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، وأن أتابع موكب النواب فى أول جمعية تأسيسية (برلمان) وهم يدخلون إلى تلك القاعة لينتخبوا أول رئيس لهذه الدولة التى استولدتها الثورة... وسمعت من القادة التاريخيين كما من المواطنين العاديين الشهادات الصادقة عن الدور المصرى الحاسم فى نصرة هذا الشعب الذى كان مسلوب الأرض والهوية.

ولقد دعانى شاب جزائرى إلى منزله ليسمعنى ــ متباهيا ــ تسجيلات يحتفظ بها فى صندوق ورثه عن أجداده، وكانت مجموعة من خطب جمال عبدالناصر وتعليقات أو مقدمات نشرات إخبارية أو مناسبات احتفالية لجلال معوض ومحمود عروق وأحمد سعيد، أو أغانى ثورية لأم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ.

وكان واضحا لكل من يريد أن يعرف أن السفير المصرى هو فى موقع المرجعية فى الجزائر التى أعادتها الثورة إلى هويتها الأصلية.

******
الدور هو الذى يصنع المكانة. ومنذ منتصف الخمسينيات وحتى وفاة جمال عبدالناصر فى 28 أيلول ــ سبتمبر ــ 1970، كان العرب يسلمون بأهلية مصر لأن تقودهم، فى الحرب كما فى السلم. لقد عززت فيهم شرف الانتماء إلى الأمة، ووحدت بين شعوبهم على طريق أهدافهم المرتجاة وأولها الثقة بالنفس والقدرة على الإنجاز والأهلية لصنع الغد الأفضل.

ولقد كنت المس بالمحسوس الفجوة الواسعة بين نظرة العرب إلى نظام عبدالناصر وبين نظرة المصريين الذين كانوا يريدون منه أن يطوى أعلام الثورة وأن يهتم بالداخل وشئونه وشجونه الثقيلة.. لكن هذه النظرة كانت ظالمة جدا لأن مصر تلك قد دخلت فاستقرت فى قلوب العرب جميعا، بل وفى قلوب الشعوب فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وسائر المضطهدين والمحرومين من حقوقهم بل ومن إنسانيتهم فى مختلف أنحاء العالم.

وشرف القيادة أسمى من أن يقدر بالكلفة التى دفعت لتحقيقه، خصوصا أن العرب عموما، ومع استثناءات تشمل تلك الأنظمة التى كانت خاضعة للهيمنة الأجنبية، قد أعطوا مصر بقدر طاقتهم. فكانت مصر هى صاحبة القرار فى مختلف الشئون العربية، مشرقا ومغربا، وهى المرجعية المسلم لها بشرف القيادة. صارت مصر طرفا مقررا فى السياسات الدولية.

وليس من التفصيل أن نذكر بأن العرب ــ على اختلاف توجهاتهم ــ لم يسلموا يوما بحق أى دولة من دولهم بشرف القيادة إلا مصر.

كذلك ليس من التفصيل أن جيلا كاملا من طلائع المثقفين والكتاب والدارسين قد جاء إلى مصر، بقرار واعٍ، فدرس فى جامعاتها، ثم عاد إلى بلاده ليتولى المناصب ومواقع القرار متباهيا بأنه خريج جامعة القاهرة أو الإسكندرية، وأنه قد تطوع، مثل أبنائها، ليقاتل معهم أعداؤها... وأن جيلا من الأمهات قد اندفعن ينزعن مصاغ حفلات زفافهن ليرسلنها تبرعات عينية، أو ليدفعنها فى حفلات السيدة العظيمة ام كلثوم، من أجل عودة مصر بجيشها إلى الميدان الأصلى فى مواجهة الحرب الإسرائيلية، التى كانت وما زالت وستبقى مفتوحة حتى يستعيد شعب فلسطين حقه فى أرضه التى بذل جيلان أو ثلاثة أجيال من أبنائه دماءهم من اجل تحريرها.

وليس من باب التمنى العاطفى الساذج أن يلتفت العرب إلى مصر مفتقدين دورها الذى لا تغنى عنه أية دولة عربية أخرى، فلقد نشأوا وشبوا وفى يقينهم أن مصر هى «دولتهم»، خصوصا أن معظمهم يعيشون فى «دول» اصطنعت على عجل، ولأغراض أجنبية، أساسها حماية إسرائيل والتمكين لها فى الأرض العربية، وإدامة هيمنتها على القرار العربى مستعينة بالدعم الدولى المتواصل لها ( بريطانيا بداية، ثم الولايات المتحدة دائما).

وحده الجاهل أو المكابر أو الأعمى بالغرض أو بالتبعية هو الذى ينكر دور مصر، ولكن السؤال ــ الأساس: هل تريد مصر هذا الدور القيادى الذى لا يعوضه أحد أم إنها قد تنصلت منه وتخلت عنه، ولم تعد تريده، إما لأنها لم تعد قادرة على أدائه، لأسباب خارجة عن إرادتها، وإما لأنها اختارت العزلة خلف اتفاقات الصلح المنفرد مع العدو الإسرائيلى ولسان حالها يقول لإخوانها العرب: اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا. لقد أديت قسطى للعلى، ودفعت الثمن غاليا، وآن لى أن ارتاح من أثقالكم.

ولكنه دور لا يمكن الاستقالة منه، ليس بسبب العرب أو من أجلهم، ولكن بسبب من تكوين مصر ذاتها وقدراتها وحقها الطبيعى فى القيادة، اذا ما هى أرادتها بكل ميزاتها العظيمة وبكل أعبائها الثقيلة أيضا.
ليس عند العرب بديل من مصر، ولا هم سلموا «بالبدائل» التى توهم قادتها أنهم يعوضون مصر فخاب فألهم، حتى ومصر غائبة.أما مصر فإنها إن تخلت عن دورها العربى تقوقعت وانحسر نفوذها وتابعت بعجز الحسد تطاول دويلات نفطية صغيرة جدا على حقها فى القيادة.

وبالمقابل فإن العرب لا يتصورون أن يخسروا الجزائر التى سكنت بثورتها المجيدة وجدانهم، وعززت فيهم الإحساس بالقدرة على الإنجاز بطرد المستعمر واستخلاص استقلالها وهويتها.. ودينها الحنيف الذى كان يتهدده خطر الاندثار بسبب التجهيل المفروض على شعبها وتحريم الشعائر الدينية وتدريس القرآن الكريم.

يكفى العرب ما لحق بهم من خسائر أصابت دولهم جميعا، بدءا بمصر وصولا إلى الجزائر، مرورا بفلسطين التى تكاد تندثر ( شعبا وقضية مقدسة) وانتهاء بالعراق تحت الاحتلال الأمريكى من غير أن ننسى اليمن التى يتهددها خطر التفكك والتشطر دويلات بعدد قبائلها وبحسب مطامع جيرانها الأقرب فالأبعد.

إن كل خسارة تلحق بالعرب، مشرقا ومغربا تخصم من قيمة مصر، وليس العكس صحيحا بأى حال.
وها أن العرب قد أصيبوا بخسارة فادحة ولا تعوض بفضيحة صراع الأقدام بين مصر والجزائر، التى أثارت «الأسى عند إسرائيل» كما عبر رئيسها شيمون بيريز الذى تغطى يديه ووجهه دماء الفلسطينيين ومعهم الكثير من المصريين وسائر العرب بمن فيهم أبناء الجزائر وقد شاركوا فى الحربين: تلك التى شنتها إسرائيل على العرب فى 5 يونيه 1967.

أو تلك التى مشت إليها مصر وسوريا بقرار واع فى 6 تشرين الأول ــ أكتوبر ــ 1973، ثم ضيعت الغفلة أو الصفقة نتائجه الأولية الباهرة التى ما تزال موضع فخار العرب جميعا، لتنتهى بافتراق العرب ليس عن بعضهم بعضا فحسب بل عن تاريخهم ومستقبلهم فضلا عن حاضرهم الكارثى.

لقد خسرت مصر كثيرا، وخسرت الجزائر كثيرا، لكن العرب خسروا ما لا يعوض من جدارتهم بان يكونوا مؤهلين لحماية وجودهم ذاته، وليس كرامتهم فحسب.

وكرامة العرب واحدة فى كل أرضهم، وما تخسره الجزائر لن تربحه مصر والعكس بالعكس، وفى النتيجة فان العرب بمجموعهم هم الخاسرون.

والسؤال: هل من سبيل إلى تعويض مصر والجزائر، وبالتالى العرب ــ كل العرب ــ الخسارة الفادحة فى سمعتهم وفى رصيد مكانتهم الدولية.

ويبقى الخطر قائما من أن تكون مصر التى خرجت من ميدان فلسطين وأقفلت أبوابها العربية على ذاتها قد وفرت المبرر والعذر للدول العربية الأفريقية فى الخروج بدورها من هذا الميدان، وبهذا تصبح مهمة إسرائيل فى تهويد فلسطين أسهل بما لا يقاس، وربما بعدها تصبح « شيخ الصلح» بين عرب المشرق وعرب المغرب!

وماذا ترانا نقول لهذا الفتى الفلسطينى الذى حاول المستوطن الإسرائيلى قتله بدهسه مرات ومرات بسيارته بعدما أطلق عليه رصاصات مسدسه؟!

وماذا ترانا نقول لأهل القدس الذين تهدم بيوتهم على رءوسهم، وللمسجد الأقصى الذى بارك من حوله وإسرائيل تمنع آذان الفجر فيه؟!

وكيف السبيل لأن نهتم بما تحققه الرءوس، أولا، ومن بعدها الأقدام؟!
رئيس تحرير جريدة «السفير» اللبنانية




هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved