الحكمدار محمد فودة!!

محمد سعد عبدالحفيظ
محمد سعد عبدالحفيظ

آخر تحديث: السبت 10 فبراير 2018 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

الحكمدار هو «الباشا المسئول عن إصدار التعليمات والأوامر الفوقية إلى نجوم الصحافة والإعلام من مذيعين ورؤساء تحرير، على حد تعبير زميلنا الكاتب الصحفى محمد أمين فى مقاله «إعلام الأجهزة» المنشور فى «المصرى اليوم» صباح الخميس الماضى، الذى انتقد فيه سيطرة أجهزة الأمن على معظم المنصات الإعلامية وإسباغها الحماية على بعض «جهلاء وفتوات المهنة» مما أثر على الأمن القومى للبلاد.

أما محمد فودة فهو سكرتير وزير الثقافة الأسبق الذى صدر بحقه حكم بالسجن نهاية تسعينيات القرن الماضى فى قضية فساد المستشار ماهر الجندى محافظ الجيزة الأسبق، ليخرج بعدها بسنوات ويتحول بقدرة قادر إلى نجم فى سماء الإعلام المصرى يلتقى بوزراء ومسئولين ويستضيفهم فى مسقط رأسه بمركز زفتى فى محافظة الغربية باعتباره صحفيا وإعلاميا صاحب رأى.

والسؤال، ما هى العلاقة بين محمد فودة والحكمدار سالف الذكر؟

الإجابة: يوم الأربعاء الماضى فوجئت وغيرى من العاملين فى بلاط صاحبة الجلالة بمقال منشور فى مجلة الشباب أحد إصدارات مؤسسة الأهرام العريقة للمذكور أعلاه تحت عنوان «السيسى بين استقبال أسطورى فى عمان وحفاوة بالغة فى الإمارات». القضية لم تكن فيما ورد بمتن المقال، فمعظم متون الصحافة المصرية هذه الأيام لا تستحق أن يقف عندها قارئ، لكن القضية كيف وصل فودة إلى «الأهرام»؟

أعلم أن هذا «المُنتحل» يكتب مقالات ويجرى حوارات مع وزراء فى عدد من الصحف الخاصة التى سيطرت عليها أجهزة الدولة أخيرا بصورة غير مباشرة، وأعلم أن رحلة صعوده لم تتأثر بفضيحة تورطه فى قضية فساد وزير الزراعة الأسبق صلاح هلال، التى اعترف فى تحقيقاتها بتوسطه فى تقديم رشوة من صاحب الشركة التى كان يعمل بها مستشار إعلاميا إلى الوزير ومساعده لإنهاء إجراءات وضع يد الشركة على 2500 فدان بوادى النظرون؛ لكن أن تستكتب مجلة الشباب ــ معشوقة جيلنا وأحد منابر مؤسسة الأهرام المملوكة «نظريا» للشعب المصرى، الرجل الذى ارتبط اسمه بأشهر قضايا الرشوة فى العقدين الأخيرين فهذا ما يثير القرف.

سألت بعض الزملاء القريبين من دوائر السلطة عن سر قوة فودة، وصدمت بتطابق إجاباتهم، فالرجل أصبح أحد حكمدارات الإعلام الجدد، يصدر الأوامر والتعليمات إلى بعض مسئولى التحرير فى الصحف والفضائيات المصرية فتنفذ بحذافيرها، وبحكم عمله كمستشار لعدد من الشركات التى أسستها أجهزة فى الدولة أخيرا للاستحواذ على المؤسسات الإعلامية أصبح هذا «الواصل» يضفى على نفسه هالة من القوة والنفوذ، لدرجة أن بعض الصحف قد تسمح بهامش لانتقاد الرئيس لكنها لا تجرؤ على الاقتراب من الوافد الجديد الذى انضم أخيرا إلى مكتب «حكمدرية الإعلام».

بعد عدد من المكالمات مع زملاء، تواصلت مع نقيب الصحفيين الأستاذ عبدالمحسن سلامة باعتباره رئيس مجلس إدارة «الأهرام»، أبدى الرجل الذى كان عائدا لتوه من الإمارات دهشته مثلى بنشر مقال لهذا «المدعى» ووعدنى بإحالة الواقعة للتحقيق داخل المؤسسة.

قبل سنوات كتب زميلنا الحقيقى الأستاذ محمد فودة الكاتب الصحفى بـ«الجمهورية» ورئيس تحرير «المساء» الأسبق تحديدا فى سبتمبر 2012 مقالة يستغيث فيها من شخص ينتحل اسمه وصفته ويطالب فيها الزملاء رؤساء التحرير وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين باتخاذ اللازم، جاء فيها «أود بداية أن أؤكد أننى صاحب هذا المقال اليومى بجريدة «المساء» لست الشخص الذى يحمل نفس الاسم والمتزوج من السيدة الفنانة غادة عبدالرازق، ولست أيضا الشخص الذى يحمل هذا الاسم والذى حكم عليه بالسجن سبع سنوات فى قضية تتعلق بالفساد ثم خرج ليباشر نشاطه بزعم انه كاتب صحفى وليس هو كاتبا ولا صحفيا وإلا فليثبت أنه كذلك من خلال عضويته فى النقابة ورقم هذه العضوية.. الغريب أن هذا الأخ تنشر له أخبار بطريقة ما فى صحيفتى «الجمهورية» و«المساء» تحت اسم الكاتب الصحفى محمد فودة وهو بذلك يريد أن يبلغنى رسالة مفادها أنه قادر بكل الوسائل على أن يغزونى فى عقر دارى التى أمضيت فيها أكثر من خمسين سنة».

بدورى وباعتبارى عضوا فى مجلس نقابة الصحفيين أضم صوتى إلى صوت الزميل فودة وأدعو مجلسنا الموقر إلى اتخاذ ما يلزم تجاه المدعى فودة، «فالمشرحة مش ناقصة قتلة».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved