حوار.. صادق أفندى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 10 مايو 2012 - 11:44 ص بتوقيت القاهرة

** أفهم أن اتفاق أطراف أى خلاف بالحوار هو الحل لأى مشكلة، وعندما يكون الاختلاف شديدا فإن الحلول الصائبة صعبة ومرة، من المرارة. ولو كان الهدف حقا المصلحة العامة يمكن أن نصل إلى حل لكن لا يوجد من يريد الحل لأنه طويل ومتعب ومجهد للذهن أو لا يوجد من يستطيع الحل.. فمادامت كرة القدم صناعة مهمة لهذه الدرجة فلماذا لا تؤسس رابطة للأندية المحترفة تتولى بيع حقوق الدورى الممتاز وإدارة المسابقة، على أن يتولى اتحاد الكرة الإشراف على المنتخبات وتنظيم مسابقات الناشئين والشباب وكأس مصر؟ ما هو المانع، ما هى العقبة؟!

 

** المانع والعقبة هو القانون القديم الذى لا يتعامل مع العصر الجديد، وهو فى الواقع ليس عصرا جديدا، فكيف تكون رابطة الأندية التى تدير الدورى حلا جديدا اليوم وقد أخذت بها دول منذ 25 عاما.. هذا يشبه الكرة الحديثة التى نذكرها وقد مضى عليها 30 عاما.. فكرة القدم أصبحت بالفعل صناعة وتجارة، وقواعدها العالمية مثل قواعد نظم التجارة الحرة، ومن الضرورى أن نفكر ونعمل من أجل تنظيم دورى المحترفين، وأن يديره رابطة الأندية المحترفة لأننا فى دولة تمارس الاحتراف، وكل الدول تمارسه تقريبا، لكنها تمارسه بقواعدها المتأرجحة والمترددة، وقواعدنا فى مصر شديدة التأرجح والتردد وهناك خيوط متشابكة، ومعقدة، وتحتاج حلال العقد لفكها، والمشكلة بدأت مثلا فى الستينيات من القرن الماضى منذ تدخل الأمن فى قرارات إقامة وإلغاء ونقل مباريات، ومن يومها الأمن يمنع ويسمح بمباريات والاتحاد والأندية والناس تسمع الكلام، ولا أحد ينكر دور الدولة، لكن هناك فارقا هائلا بين دور الدولة وبين سيطرة الدولة..

 

** تحركت أندية من أجل تأسيس رابطة تدير الدورى، باعتبار أن هذا هو المستقبل، وأن هذا هو الأمل فى تغيير صناعة كرة القدم فى مصر، لاسيما أن تلك الأندية هى صاحبة هذا المنتج الذى تستحق عائده دون إغفال دورها الاجتماعى نحو فرق الدرجات الأخرى التى تعانى من خزائنها الخاوية..

 

واستقبل هذا التحرك من جانب الأندية بتحرك مضاد من جهة المجلس القومى للرياضة بالرفض، استنادا على القانون، ومعه حق فى الاستناد على القانون حيث لا تسمح ظروف البلد الحالية بالمبادرة.. والنتيجة أن الأمر تحول إلى ما يشبه الصدام، كأن الأندية تريد تأسيس رابطة تنهض باللعبة، وكأن المجلس القومى لا يريد تلك الرابطة بأى ثمن، ومن أسف أن الحوار بين الطرفين يجرى عبر الإعلام والصحافة.. وهو أمر عجيب حقا أن نرى جهات فى ساحات الرياضة أو جهات بالدولة تخاطب بعضها عبر وسائل الإعلام، فلا تلتقى على طاولات الحوار للوصول إلى حلول لمشاكلها ولخلافاتها. فالمصلحة يجب أن تكون واحدة. ولذلك قانون الرياضة يجب تغييره بما يلائم العصر، وتحديد هوية الأندية يجب الإسراع به، لأنها ترقص على السلم بين دورها كهيئة نشاط أهلى وبين خضوعها لسيطرة الدولة..

 

** كفوا عن الحوار بطريقة صادق أفندى فى مسرحية السكرتير الفنى لفؤاد المهندس.. فوسائل الإعلام تمارس دور صادق أفندى ببراعة فى الحوار بين الأندية والمجلس القومى.. وهذا لا يصلح فى علاقات الهيئات بالدولة، وقد يكون مقبولا بين ناس مخاصمة بعضها ومقموصة من بعضها؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved