غول المدارس الأهلية

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 10:05 م بتوقيت القاهرة

للأسف الشديد تبدو المدرسة اليوم وكأنها حمل ثقيل على الوزارة وأولياء الأمور والمعلمين والتلاميذ، مبنى بليد خال من الأحلام وفقير فى المبادرات ولا وقت فيه للأمزجة الرائقة يعمل بكل أعصابه للحاق بجدول الحصص، ولن نضيف جديدا لو قلنا إن كل خططنا للتحول والتطور وتحقيق قفزة تنموية واقتصادية وثقافية سوف تتبخر رغما عنا ما دامت مدارسنا على الحال الذى هى اليوم.

قبل أسابيع تلقيت رسالة طويلة ولكنها مؤثرة فى سطورها أرسلتها سيدة أسمت نفسها (أم مقهورة) تقول فيها إنها قضت سنوات طويلة فى ديار الابتعاث وكانت تشاهد أثر المدرسة الحقيقى على أولادها من خلال إقامة أنشطة خارج المنهج والتفاعل الدائم مع الأسرة لحل أى مشكلات تعترض التلاميذ والاجتماع الدورى مع أولياء الأمور وتعليم الأطفال أهمية العمل التطوعى إضافة إلى إيصال المعلومات إلى التلاميذ بطرق سهلة ومبتكرة.

وحين عادت أختنا (أم مقهورة) إلى أرض الوطن كانت مصرة على أن يحظى أولادها بنفس المستوى من التعليم وبدأت تسأل الناس عن أفضل المدارس فوجدت إجماعا بأنهم يعرفون الأسوأ ولا يعرفون الأفضل فالأسوأ من وجهة نظر الأغلبية هو المدارس الحكومية، استغربت فى بداية الأمر ولكنها وجدت أن هذا الإجماع كاف للبحث عن مدارس خاصة فبدأت تبحث عن أفضل المدارس الأهلية فى الرياض فوجدت أن أسعارها خيالية وتعجز عنها أى أسرة تريد تعليم ثلاثة أولاد ورغم ذلك فقد أعادت الأسرة تنظيم ميزانيتها من أجل تسجيل الأولاد فى إحدى هذه المدارس لأن الحصول على تعليم جيد للأولاد مسألة لا تحتمل التردد.

واليوم بعد أن أخذت المدرسة الأهلية مبلغا هائلا من المال وجدت الأم المقهورة أن هذه المدرسة لا تختلف كثيرا عن المدرسة الحكومية إلا فى بعض الرتوش البسيطة، فليس لها أى نشاطات أو مبادرات تستحق الذكر، لا شىء على الإطلاق يبرر هذا المبلغ الكبير الذى تدفعه سنويا لتعليم أولادها، وهذه الأم المقهورة لا توجه رسالتها لوزارة التعليم لأنها فقدت الأمل فيها – كما تقول – بل توجهه إلى أهالى التلاميذ الذين ترى أن من واجبهم التعاون للمطالبة بحقوقهم الضائعة عند هذا الغول الملتهم الذى يسمونه (مدرسة أهلية!).

عكاظ ــ السعودية
خلف الحربى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved